نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 59
السلطان، و لا سبيل إليه في اختلافه إلى السلاطين [1]، فاشتهى أسد بن نوح لقاءه، فوكّل بعض أصحاب الأخبار بخلف بن أيوب و قال: إذا كان يوم الجمعة فراقب [2] خلفا، فإذا [3] خرج من بيته، فبادر إليّ و عرّفني، فذهب صاحب الخبر فراقب خلف بن أيوب حتى خرج من بيته يقصد الجمعة، فبادر و أخبره، [فركب] [4] فلما استقبله نزل عن دابته و قصد خلفا فلما رآه خلف قد قصده قعد مكانه، و غطى وجهه بردائه، فقال:
السلام عليكم. فأجابه جوابا مشفيا، فسلّم المرّة الثانية، فأجاب و لم يرفع رأسه، فرفع أسد بن نوح رأسه إلى السماء، ثم قال: اللَّهمّ إن هذا العبد الصالح يبغضنا/ فيك، 28/ أ و نحن نحبه فيك، ثم ركب و مرّ، فأخبر بعد ذلك أن خلف بن أيوب مرض فذهب إليه يعوده، فقال [له:] [5] هل لك من حاجة؟ قال: نعم. قال: و ما هي؟ قال [6]: حاجتي أن لا تعود إليّ و إذا مرضت. قال [7]: و هل غير ذلك؟ قال: إن مت فلا تصلي علي و عليك السواد، قال: فلما توفي خلف شهد [أسد] [8] بن نوح جنازته راجلا، فلما بلغ المصلى نزع السواد و تقدم فصلى عليه، فسمع صوتا بالليل: بتواضعك و إجلالك لخلف بن أيوب ثبتت الدولة في عقبك، و لا تنقطع أبدا.
و في رواية أخرى: أن أسدا رأى النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم) في المنام كأنه يقول له: يا أسد بن نوح، ثبت ملكك و ملك بيتك بإجلالك لخلف بن أيوب.
1254- سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبد اللَّه بن العباس، أبو [9] أيوب الهاشمي [10].
كان داود بن علي قد مات و ابنه حمل، فلما ولد سمّوه باسمه داود، و سمع سليمان
[1] في ت بعد هذا: «بردائه فقال السلام عليكم فأجابه جوابا مشفيا فسلم المرة الثانية فأجاب و لم يرفع رأسه فرفع ..» و هذه العبارة مقدمة في نسخة الأصل كما سيأتي.