نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 363
[أحمد بن علي] قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا أحمد بن سندي الحداد قال: قرئ على أحمد بن الممتنع و أنا أسمع، قيل له: أخبركم صالح بن علي بن يعقوب بن المنصور الهاشمي قال: حضرت المهتدي باللَّه أمير المؤمنين، و قد جلس للنظر في أمور المتظلمين في دار العامة، فنظرت في بعض قصص [1] الناس تقرأ عليه من أولها إلى آخرها، فيأمر [2] بالتوقيع فيها، و ينشأ الكتاب عليها، و يحرر [و يختم] [3] و تدفع إلى صاحبها [4] بين يديه، فسرّني ذلك و استحسنت ما رأيت، فجعلت انظر [إليه] [5] ففطن و نظر إليّ، فغضضت عنه حتى كان ذلك مني و منه مرارا ثلاثة، إذا نظر إلي [6] غضضت، و إذا شغل نظرت، فقال لي: يا [7] صالح قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، و قمت قائما. فقال: في نفسك [مني] [8] شيء تريد أن تقوله؟ قلت:
نعم يا سيدي، فقال لي: عد إلى موضعك، [فعدت] [9] و عاد إلى النظر حتى إذا قام قال للحاجب: لا يبرح صالح/، و انصرف الناس، ثم أذن لي، و أهمتني نفسي، فدخلت فدعوت له، فقال: اجلس فجلست فقال لي: يا صالح تقول لي ما دار في نفسك و أقول أنا، ما دار في نفسي [10] [قلت:] [11] يا أمير المؤمنين، ما تعزم عليه، و تأمر به، فقال أقول أنا إنه دار في نفسي [12] أنك استحسنت ما رأيت منا، فقلت:
أي خليفة خليفتنا إن لم يكن [13] يقول [14] إن [15] القرآن مخلوق فورد على [قلبي] [16] مر عظيم، ثم قلت: يا نفس، هل تموتين قبل أجلك، و هل تموتين إلا مرّة، و هل يجوز الكذب في جد أو هزل؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، ما دار في نفسي إلا ما قلت. فأطرق مليا، ثم قال: ويحك، اسمع مني ما أقول؟ فو اللَّه لتسمعن الحق، فسري عني. ثم قلت [17]: يا سيدي، و من أولى بقول الحق منك و أنت خليفة رب العالمين، و ابن عم