نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 364
سيد المرسلين؟ فقال: ما زلت أقول إن القرآن مخلوق صدرا من أيام الواثق، حتى أقدم أحمد بن أبي دؤاد علينا شيخا من أهل [1] الشام من أهل أدنة، فأدخل الشيخ على الواثق مقيدا، و هو جميل الوجه، تام القامة، حسن الشيبة، فرأيت الواثق قد استحيى منه، و رقّ له، فما زال يدنيه و يقربه حتى قرب منه، فسلّم الشيخ فأحسن، و دعا فأبلغ و أوجز، فقال له الواثق: اجلس [2]. فجلس، فقال [له] [3]: ناظر ابن أبي دؤاد على ما يناظرك عليه.
فقال له الشيخ: يا أمير المؤمنين، ابن أبي دؤاد يصبو و يضعف عن المناظرة. فغضب الواثق و عاد إلى مكان الرقة له غضبا عليه و قال: أبو عبد اللَّه بن أبي دؤاد يصبو و يضعف عن مناظرتك أنت [4]!؟ فقال الشيخ [5]: هوّن عليك يا أمير المؤمنين ما بك، و أذن في [6] مناظرته. فقال الواثق:/ ما دعوتك إلا للمناظرة. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، إن رأيت [7] أن تحفظ عليّ و عليه ما نقول [قال: أفعل] [8] قال الشيخ: يا أحمد، أخبرني [9] عن مقالتك هذه هي مقالة واجبة داخلة في عقد الدين [10]، فلا يكون الدين كاملا [11] حتى يقال فيه بما قلت. قال: نعم. قال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حين بعثه اللَّه إلى عباده، هل ستر [رسول اللَّه] [12] شيئا مما أمره اللَّه به في أمر دينهم؟ فقال: لا. قال الشيخ: فدعا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) [الأمة] [13] إلى مقالتك هذه؟ فسكت أحمد [14] بن أبي دؤاد. فقال الشيخ: تكلم. فسكت، فالتفت الشيخ إلى الواثق فقال: يا أمير المؤمنين واحدة، فقال الواثق: واحدة. فقال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن اللَّه تعالى [15] حين أنزل القرآن على رسوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فقال: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [16] هل كان اللَّه الصادق في إكمال [17] دينه، و أنت الصادق في نقصانه حتى يقال فيه بمقالتك، فيتم [18]؟ فسكت ابن أبي دؤاد. فقال