أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان قال: أخبرنا رزق اللَّه بن عبد الوهاب قال: أخبرنا أبو الحسن بن علي بن أحمد بن الباد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو حازم المعلى بن سعيد البغدادي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن جرير الطبري في سنة ثلاثمائة يقول:
كنت بمكة في سنة أربعين و مائتين فرأيت خراسانيا ينادى:
معاشر الحاج من وجد هميانا فيه ألف دينار فردّه عليّ [3] أضعف [4] اللَّه له الثواب، قال: فقام إليه شيخ من أهل مكة كبير من موالي جعفر بن محمد، فقال له:
يا خراساني، بلدنا فقير أهله، شديد حاله، أيامه معدودة، و مواسمه منتظرة، فلعله بيد [5] رجل مؤمن يرغب فيما تبذله له حلالا يأخذه و يردّه عليك [6]، قال الخراساني: و كم يريد؟ قال العشر مائة دينار، قال: [لا و اللَّه] [7]، لا أفعل و لكن أحيله على اللَّه عز و جل.
قال: و افترقا.
قال ابن جرير: فوقع لي أن الشيخ صاحب القريحة و الواجد للهميان فاتبعته، فكان كما ظننت، فنزل إلى دار خلقة الباب و المدخل [8]، فسمعته يقول: يا لبابة! قالت له: لبيك يا أبا غياث. قال: وجدت صاحب الهميان ينادي عليه مطلقا فقلت له: قيده بأن تجعل لواجده شيئا، فقال: كم؟ فقلت: عشرة، فقال: لا، و لكنا نحيله 121/ ب على اللَّه عز و جل، فأي شيء نعمل، و لا بد لي من ردّه، فقالت له: [9] نقاسي/ الفقر