نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 153
الصوت، فإذا أنا به في مثل حالة من رأيت من الشهداء، وجهه مثل القمر ليلة البدر، و هو يأكل مع رفقة له قتلوا يومئذ معه، فقال لأصحابه: إن هذه البائسة جائعة منذ اليوم، أ فتأذنون [لي] [1] أن أناولها شيئا تأكله؟ فأذنوا له، فناولني كسرة خبز، و أنا أعلم حينئذ أنه خبز، و لكن لا أدري كأي [2] خبز هو؟! أشد بياضا من الثلج و اللبن [3]، و أحلى من العسل و السكر، و ألين من الزبد و السمن، فأكلته فلما استقر في معدتي قال: اذهبي، فقد كفاك اللَّه مئونة الطعام و الشراب ما بقيت في الدنيا، فانتبهت من نومي و أنا شبعى ريّا [4]، لا أحتاج إلى طعام و شراب و ما ذقته منذ ذلك اليوم [5] إلى يومي/ هذا [و لا شيئا 68/ ب مما [6] يأكله الناس. قال أبو العباس: و كنا نأكل فتتنحى و تأخذ على أنفها، تزعم أنها تتأذى برائحة الطعام] [7]، فسألتها: هل تتغذى بشيء غير الخبز أو تشرب شيئا غير الماء؟ فقالت: لا، فسألتها هل يخرج منها ريح؟ قالت: لا [8]، أو أذى؟ قالت: لا، قلت: فالحيض؟ أظنها قالت: انقطع بانقطاع الطعم، قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجال؟ قالت: لا، قلت: فتنامين؟ قالت: نعم أطيب نوم، قلت: فما ترين في منامك؟ قالت: ما ترون [9]، قلت: فهل يدركك اللّغوب [10] و الإعياء إذا مشيت؟
قالت: نعم [11]. و ذكرت لي أن بطنها لاصقة بظهرها، فأمرت امرأة [12] من نسائنا فنظرت، فإذا بطنها لاصقة بظهرها، و إذا هي قد اتخذت كيسا فضمنته قطنا و شدّته على بطنها [13] ليستقيم ظهرها إذا مشيت، فأجرينا ذكرها لأبي العباس أحمد بن محمد بن