responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 57
فوثب إليه عمر بن سعد بن أبي وقاص فقال: أوص إليّ بما تريد يا بن عقيل [1] ! فقال: أوصيك ونفسي بتقوى الله فإن التقوى فيها الدرك لكل خير، وقد علمت ما بيني وبينك من القرابة، ولي إليك حاجة وقد يجب عليك لقرابتي أن تقضي حاجتي. قال: فقال ابن زياد: لا يجب يا ابن عمر أن تقضي حاجة ابن عمك وإن كان مسرفا على نفسه فإنه مقتول لا محالة. فقال عمر بن سعد: قل ما أحببت يا ابن عقيل! فقال مسلم رحمه الله: حاجتي إليك أن تشتري فرسي وسلاحي من هؤلاء القوم فتبيعه وتقضي عني سبعمائة [2] درهم استدنتها في مصركم، وأن تستوهب جثتي إذا قتلني هذا وتواريني في التراب، وأن تكتب إلى الحسين بن علي أن لا يقدم فينزل به ما نزل بي [3] . قال: فالتفت عمر [4] بن سعد إلى عبيد الله بن زياد فقال: أيها الأمير! إنه يقول كذا وكذا. فقال ابن زياد [5] : أما ما ذكرت يا ابن عقيل من أمر دينك فإنما هو مالك يقضي به دينك، ولسنا نمنعك أن تصنع فيه ما أحببت، وأما جسدك إذا نحن قتلناك فالخيار في ذلك لنا، ولسنا نبالي ما صنع الله بجثتك، وأما الحسين فإن لم يردنا لم نرده، وإن أرادنا لم نكفّ عنه، ولكني أريد أن تخبرني يا ابن عقيل بماذا أتيت إلى هذا البلد؟ شتت أمرهم وفرقت كلمتهم ورميت بعضهم على بعض! فقال مسلم بن عقيل: لست [6] لذلك أتيت هذا البلد، ولكنكم [7] أظهرتم المنكر، ودفنتم المعروف، وتأمرتم على الناس من غير رضى، وحملتموهم على غير ما

[1] كذا بالأصل، وفي المصادر أن مسلما وبعد أن استعرض جلساء عبيد الله بن زياد طلب إلى عمر بن سعد أن يقبل أن يوصي إليه، فقبل.
[2] الأصل والطبري، وفي الأخبار الطوال: ألف درهم.
[3] وكان مسلم بن عقيل وبعد تحوله إلى دار هانئ بن عروة قد بعث كتابا إلى الحسين بن علي (رض) مع عابس بن أبي شبيب الشاكري وفيه: أما بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا. فعجل الإقبال حين يأتيك كتابي، فإن الناس كلهم معك ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى والسلام» الطبري 5/ 375.
وفي رواية عند الطبري أيضا 5/ 374 أن مسلم لما أسره محمد بن الأشعث أخبره مقدم الحسين، وأن ابن الأشعث بعث إلى الحسين بخبر أسر مسلم وما آل إليه أمره ويدعوه إلى العودة من حيث أتى.
[4] بالأصل: عمرو.
[5] قد أسأت في إفشائك ما أسرّه إليك، وقد قيل: «إنه لا يخونك إلا الأمين، وربما ائتمنك الخائن» كذا في الأخبار الطوال ص 241. وانظر الطبري 5/ 377.
[6] بالأصل: ليس، وما أثبتناه عن الطبري.
[7] العبارة في الطبري 5/ 377 ولكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم، وسفك دماءهم وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست