responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 58
أمركم الله به، وعملتم فيهم بأعمال كسرى وقيصر، فأتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف، وننهاهم عن المنكر، وندعوهم إلى حكم الكتاب والسنة، وكنا أهل ذلك، ولم تزل الخلافة لنا منذ قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ولا تزال الخلافة لنا فإنّا [1] قهرنا عليها، لأنكم أول من خرج على إمام هدى، وشق عصا المسلمين، وأخذ هذا الأمر غصبا، ونازع أهله بالظلم والعدوان، ولا نعلم لنا ولكم مثلا إلا قول الله تبارك وتعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ 26: 227 [2] . قال: فجعل ابن زياد يشتم عليا والحسن والحسين رضي الله عنهم، فقال له مسلم: أنت وأبوك أحق بالشتيمة منهم، فاقض ما أنت قاض، فنحن أهل بيت موكل بنا البلاء. فقال عبيد الله بن زياد: الحقوا به إلى أعلى القصر فاضربوا عنقه وألحقوا رأسه جسده [3] .
فقال مسلم رحمه الله: أما والله يا ابن زياد! لو كنت من قريش أو كان بيني وبينك رحم أو قرابة لما قتلتني ولكنك ابن أبيك.
قال: فأدخله ابن زياد القصر ثم دعا رجلا من أهل الشام قد كان مسلم بن عقيل ضربه على رأسه ضربة منكرة [4] ، فقال له: خذ مسلما [5] واصعد به إلى أعلى القصر واضرب عنقه بيدك ليكون ذلك أشفى لصدرك.
قال: فأصعد مسلم بن عقيل رحمه الله إلى أعلى القصر وهو في ذلك يسبح الله تعالى ويستغفره وهو يقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرّونا [6] وخذلونا. فلم يزل كذلك حتى أتى به إلى أعلى القصر. وتقدم ذلك الشامي فضرب عنقه- رحمه الله-.
ثم نزل الشامي إلى عبيد الله بن زياد وهو مدهوش، فقال له ابن زياد: ما شأنك؟ أقتلته؟ قال: نعم، أصلح الله الأمير! إلا أنه عرض لي عارض فأنا له فزع مرعوب. فقال: ما الذي عرض لك؟ قال: رأيت ساعة قتلته رجلا حذاي أسود

[1] بالأصل: فإن.
[2] سورة الشعراء الآية 227.
[3] في الطبري: 5/ 378 ثم اتبعوا جسده رأسه.
[4] يريد بكير بن حمران الأحمري كما في الطبري والمسعودي وقد تقدم أنه ضربه فقتله. وفي الأخبار الطوال ص 241 أن الذي تولى ضرب عنقه أحمر بن بكير.
[5] بالأصل: مسلم.
[6] بالأصل: غزونا، وفي الطبري: كذّبونا وغرّونا.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست