بالصاغة العتيقة بقرب الخضراء قبلي جامع الأموي أنشأها مهذب الدين عبد الرحيم بن علي بن حامد المعروف بالدخوار في سنة احدى و عشرين و ستمائة بالصاغة العتيقة كما تقدم، أول من درس بها واقفها، ثم من بعده بدر الدين محمد ابن قاضي بعلبك، ثم عماد الدين الدنيسري و هو بها الى الآن، قاله في الأعلاق الخطيرة. قال الذهبي في تاريخ العبر فيمن مات سنة ثمان و عشرين و ستمائة: و المهذب الدخوار عبد الرحيم بن علي حامد الدمشقي، شيخ الطب و واقف المدرسة التي بالصاغة العتيقة على الاطباء، ولد سنة خمس و ستين و خمسمائة، أخذ عن الموفق بن المطران [1] و الرضي الرخي [2] و أخذ الادب من الكندي، و انتهت اليه معرفة الطب، و صنف فيه التصانيف، و حظي عند الملوك، و لما جاوز سن الكهولة عرض له طرف خرس حتى بقي لا يكاد يفهم كلامه، و اجتهد في علاج نفسه فما أفاد، بل ولد له أمراضا، و كان يشغل الى أن مات في صفر و دفن بتربته انتهى. و قال في سنة احدى و ثلاثين و ستمائة: و الرضي الرخي أبو الحجاج يوسف بن حيدرة، شيخ الطب بالشام و أحد من انتهت إليه معرفة الفن، قدم دمشق مع أبيه حيدرة الكحال في سنة خمس و خمسين، و لازم الاشتغال على المهذب بن النقاش و نوه باسمه و نبه على محل علمه، و صار من أطباء صلاح الدين و حياته امتدت و صار أطباء البلد تلامذته حتى أن من جملة أصحابه المهذب