الأوّل : في البحث عـن مفردات الحـديث . والثاني في البحث عـن مفـاد الهيئة التركيبية[ 1 ] .
المقام الأوّل : في معنى الضرر والضرار
فنقول : أمّا الضرر فهو من الكلمات الشايعة الدارجة التي لايكاد يخفى معناه على العرف الساذج . والمفهوم منه عندهم هو النقص على المال والنفس ; يقال : البيع ضرري ، أو أضرّ به البيع ، أو ضرّه الدواء والغذاء ، ويقابله النفع .
ولايستعمل في هتك الحرمة والإهانة ، كما لايستعمل النفع في ضدّ الهتك ، فلو نال الرجل من عرض جاره بأن نظر إلى امرأته نظر الريبة ، أو هتكه وأهانه لايقال : إنّه أضرّ به ، كما لايقال عند تبجيله وتوقيره بين الناس أنّه نفعه ، وذلك واضح . وأمّا توصيف الضرر أحياناً بالعرضي فهو أعمّ من الحقيقة والمجاز .
هذا هو المفهوم عرفاً .
وأمّا أئمّة اللغة : فقد ذكر الجوهري في «صحاحه» : أنّه يقال مكان ذو ضرار ; أي ضيِّق ، ويقال : لاضرر عليك ولا ضارورة وتَضِرَّة[ 2 ] . وظاهـره : أنّ