وأمّا الارتباطي : فالغرض قائم بالأجزاء الواقعية ، فلو كان الواجب هو الأكثر فالأقلّ خال عن الغرض والبعث من رأس .
فوزانه في عالم التكوين كالمعاجين ; فإنّ الغرض والأثر المطلوب قائم بالصورة الحاصلة من تركيب الأجزاء الواقعية على ما هي عليها ، ولا تحصل الغاية إلاّ باجتماع الأجزاء عامّة ; بلازيادة ولا نقيصة .
كما هو الحال في المركّبات الاعتبارية أيضاً ; فلو تعلّق غرض الملك على إرعاب القوم وخُصمائه يأمر بعرض الجنود والعساكر ; فإنّ الغرض لا يحصل إلاّ بإرائة صفوف من العساكر ، لا إرائة جندي واحد .
ومن ذلك يظهر : أنّ ملاك الاستقلالية والارتباطية باعتبار الغرض القائم بالموضوع قبل تعلّق الأمر ; فإنّ الغرض قد يقوم بعشرة أجزاء وقد يقوم بأزيد منها .
وسيوافيك[ 1 ] ضعف ما عن بعضهم من أنّ ملاكهما إنّما هو وحدة التكليف وكثرته[ 2 ] ; ضرورة أنّ وحدته وكثرته باعتبار الغرض الباعث على التكليف ، فلا معنى لجعل المتأخّر عن الملاك الواقعي ملاكاً لتمييزهما ، فتدبّر .
الثانية : تنقيح محطّ البحث
البحث إنّما هو في الأقلّ المأخوذ لا بشرط حتّى يكون محفوظاً في ضمن الأكثر ، فلو كان مأخوذاً بشرط لا فلايكون الأقلّ أقلّ الأكثر ، بل يكونان متباينين .
ورتّب على هذا بعض محقّقي العصر (رحمه اللّه) خروج ما دار الأمر فيه بين الطبيعي
[1] يأتي في الصفحة 293 . [2] نهاية الأفكار 3 : 373 و 377 .