وكونه موجباً للحدس القطعي على وجود نصٍّ معتبر دائر بينهم ، أو معروفية الحكم من لدن عصر الأئمّة ، كما أشرنا إليه .
وأمّا ما اشتهر من الشيخ عن مقدّمة «المبسوط»[ 1 ] من أنّ ديدن الأصحاب قد كان جارياً على الجمود على النصوص ، من دون أدنى خروج من ظواهرها ; تكريماً لأئمّتهم وتعظيماً لهم(عليهم السلام) ، غير أنّ الشيخ قد نقض تلك الطريقة ببعض تآليفه ، وأورد المسائل بعبارات غير دارجة عند أصحاب النصوص ، وفرّع على الاُصول كثيراً من التفريعات غير المذكورة في الروايات ، وجاء الأصحاب بعد الشيخ فحذوا حذوه إلى يومنا هذا .
فغير ظاهر ; فإنّا بعد الفحص لم نجد الكتب المؤلّفة في عصره أو في عصر قبله على ما وصفه ، فراجع ما بقي بأيدينا من تآليف المفيد والمرتضى وسلاّر وابن حمزة وأضرابهم ممّن نقل العلاّمة في «المختلف» عبائرهم ، كابن جنيد وابن أبي عقيل وابن شاذان . لكن الطبقة السابقة على أصحاب الفتوى كان دأبهم على ما وصفه ; من الجمود على ذكر الروايات المطابقة لفتواهم ، أو نقل ألفاظها بعد الجمع والترجيح والتقييد والتخصيص ، ومن أظهر مصاديقه «فقه الرضا» ، وقريب منه بعض كتب الصدوق وأبيه ، قدّس الله أسرارهم .
وعلى ذلك فلو قلنا : إنّ في مثل تلك الشهرة مناط الإجماع ، بل الإجماع ليس إلاّ ذاك فليس ببعيد .
ويمكن أن يستدلّ على حجّيتها بالتعليل الوارد في مقبولة عمر بن حنظلة ; حيث قـال : «ينظـر إلى مـا كان مـن روايتهم عنّا فـي ذلك الـذي حكما بـه