عرّف المجاز غير واحد من الاُدباء بأ نّه استعمال اللفظ في غير ما وضع له بعلاقة معتبرة وقرينة معاندة .
وشذّ عنهم السكّاكي في قسم واحد من أقسامه ـ وهو الاستعارة ـ ورأى أنّ ذلك حقيقة لغوية ، وأنّ التصرّف إنّما هو في أمر عقلي ; وهو جعل ما ليس بفرد فرداً . واستدلّ عليه بأ نّه لولاه لما صحّ التعجّب في قوله :
قامت تظلّلني ومن عجب شمس تظلّلني من الشمس
ولما كان للنهي عن التعجّب مورداً في قول الشاعر :
لا تعجبوا من بلى غلالته قد زر أزراره على القمر[ 1 ]
وما ربّما يقال في ردّه : من أنّ التعجّب والنهي عنه مبنيان على نسيان التشبيه ; قضاءً لحقّ المبالغة[ 2 ] ، مردود بأ نّه لولا الادّعاء لما كان لنسيان التشبيه