نعم يمكن ان يستفاد ما فى الجواب عن صحيحة
سليمان بن خالد : قال : التقوا الحكومة فان الحكومة انما هى للامام العالم بالقضاء
العادل في المسلمين لنبي او وصى نبي , بتقريب ان ظاهر حصرها , اختصاص الحكومة من
جانب الله للنبي و اوصيائه بحيث لا حظ للغير فيه و لا اهلية له , خرج عن ذلك الحصر
, الفقيه , بحكم الادلة الماضية و بقى الباقون بل يمكن ان يقال لعدم ورود تخصيص
عليه اصلا , ببيان ان الفقيه وصى النبى , لما مر من انهم الخلفاء و الامناء على
حلال الله و حرامه و انهم كانبياء بنى اسرائيل , فيكون الحصر ضابطا حاصرا , و
ظاهره اختصاص ذلك المقام من الله , لنبيه و وصيه , و لا اهلية لغيره ( 1 و . ( 2
و على اي حال فالصحيحة ظاهرة في اختصاص ذلك
المنصب للانبياء و اوصيائهم و الفقهاء اما داخل تحت قوله او وصى نبى بحكم الروايات
او خرجوا عن الحصر بالادلة الماضية و بقى الباقون تحت المنع , علي ان الشك فى جواز
نصب النبى العامى كاف فى عدم جواز نصب الفقيه اياه للقضاء اذ من الممكن اشتراط
الفقاهة مع عدم اطلاق يصح الاتكال عليه .
و ربما يرد الامر الثانى , بانه اذا سلمنا
ان للنبي نصب العامى العارف بالاحكام للقضاء لكن لانسلم ان كل ما للنبى من الشأن
ثابت للفقيه , فان اقوى الادلة , مقبولة عمر بن حنظلة , لكن لا دلالة لها علي عموم
الولاية للفقيه بل صدرها
[2]و
يؤيده ان امير المؤمنين خاطب شريحا بقوله : جلست مجلسا لا يجلسه الانبى او وصى نبى
او شقى , و قد خاطب به ( ع ) اياه حين نصبه قاضيا فلو اراد انه داخل تحت قوله شقى
, لما صح له ( ع ) نصبه مع اقتداره على العزل و نصب الاخر مكانه - المؤلف .