الضيق و في المصباح : الضرر بمعنى فعل
المكروه يقال : ضره فعل به مكروها . و فى المنجد الضر و الضر و الضرر ضد النفع ,
الشدة , الضيق و سوء الحال و النقصان الذى يدخل فى الشىء و لعل منه الضراء ضد
السراء بمعنى الشدة و القحط . [1]
و بما ذكرنا يظهر ان معنى الضرر و الضرار و
المضار فى الروايات انما هو الضيق و الشدة و ايصال المكروه و ايجاد الضرر , فلا حظ
قوله صلى الله عليه و آله : ما اراك ياسمرة الامضارا اى ما اراك الا رجلا موقعا
اخاك في الحرج و الشدة , و لا تريد بفعلك الا التضييق على الانصارى . و اما ما
ربما يقال : ان استعمال الضرر بلحاظ الضرر العرضى و انه بدخوله فجأة كان يورث
الضرر العرضى , و يوجب هتكه و ان معنى قوله : الامضارا : اى هاتكا للحرمة بدخوله
منزل الانصارى و نظره الى اهله , فضعيف جدا , اذ قد عرفت ان هذا المعنى غير معهود
لا من العرف و لا من اللغة , و انت اذا لا حظت مظان استعمال هذه المادة فى الكتاب
و السنة لا تجد موردا استعمل فيه هذه المادة مكان هتك الحرمة و الاهانة بالعرض , و
سيوافيك شطر منه فى توضيح معنى الضرار .
و بالجملة : استعماله فى معنى الهتك و النيل
من العرض و ايراد النقص فى العرض غير معهود و انما استعماله في الحديث بالمعنى
الذى عرفت .
و اما الضرار : فالظاهر انه بمعنى الضرر لا
بمعنى المجازات فى الضرر و عليه كثير من ائمة اللغة و عليه جرى الذكر الحكيم فقد
استعمل فيه بمعنى الاضرار لا المجازات على الضرر , و اليك الايات :
1 -لا تضار والدة بولدها و لا مولود له بولده .( السورة
2 الاية ( 233
2 -و لا تضار و هن لتضيقوا عليهن .( السورة
65 الاية ( 6