سبيل , صعب لو لم يكن بمستحيل , و يؤيده
المحكى عن المحقق الطوسى من الاجماع على ان استحقاق الثواب في العبادة موقوف على
نية الوجه مع وضوح ان كون استحقاق الثواب مسئلة عقلية لا شرعية .
اضف الى ذلك انه يمكن قصد الوجه في الشك
البدئى و المقرون بالعلم الاجمالى , نعم الجزم في النية غير ممكن الامع العلم
التفصيلى .
الاحتياط
في ما اذا كانت الحجة الشرعية على خلافه
ربما يقال انه يعتبر في الاحتياط فيما اذا
قامت الحجة الشرعية على احد الطرفين ان يعمل المكلف بمؤدى الحجة , ثم يعقبه بالعمل
على خلاف مقتضاه احرازا للواقع , نعم فيما اذا لم يستلزم التكرار , له ان يأتي
بالواجب بعامة اجزائه الواجبة و المحتملة و السر فيه : ان معنى حجية الطريق هو
الغاء احتمال كون مؤداه مخالفا للواقع , فلو قد في مقام العمل على ما قامت الحجة
على خلافه , فهو اعتناء لاحتمال المخالفة لا الغاء , و ايضا انه يعتبر في حسن
الاطاعة الاحتمالية عدم التمكن من الاطاعة التفصيلية فان للاطاعة مراتب عقلا الاول
: الامتثال التفصيلى الثاني : الامتثال الاجمالى , الثالث : الامتثال الظني ,
الرابع : الامتثال الاحتمالى و لا يجوز الانتقال من المرتبة السابقة الى اللاحقة
الا بعد التعذر عن السابقة , لان حقيقة الاطاعة هى ان تكون ارادة العبد تبعا
لارادة المولى بانبعاثه عن بعثه و تحركه عن تحريكه , و هذا يتوقف على العلم بالبعث
, و لا يمكن الانبعاث بلا بعث و اصل و الانبعاث عن البعث المحتمل ليس في الحقيقة
انبعاثا فلا تتحقق معه الاطاعة الا انه يتوقف حسن ذلك على عدم التمكن من الانبعاث
عن البعث المعلوم الذى هو حقيقة العبادة و الطاعة .