الثالث : ان يراد من الكل في الجملة الاولى
المجموع , و من الثاني كل جزء منها , و هو صحيح بعين ما ذكرناه في الثانى , فمعناه
ما لا يدرك مجموعه و يتعذر مجموعه , لا يترك كل جزء منه , اى لا يترك بكليته و هذا
اظهر الاحتمالات و يساعده الذوق العرفي .
الرابع : عكس الثالث و هو ظاهر الفساد بعين
ما ذكرنا في الاول .
ما
هو الشرط في جريان قاعدة الميسور
قد تداول في كلماتهم ان جريان قاعدة الميسور
, يتوقف على ان يصدق ميسور الطبيعة على الباقى عرفا , فلو تعذرت الاجزاء الكثيرة
بحيث لا يصدق على الباقي انه ميسورها و لا يراه العرف من مصاديقها الناقصة , فلا
تجرى تلك القاعدة و لا بد من استفادة ذلك من الادلة الدالة عليها و ما يمكن ان
يستدل عليه بامور :
الاول : النبوى المعروف : اذا امرتكم بشي
فاتوا منه ما استطعتم , فان المراد من الشي هو الطبيعة , كما ان المراد من الموصول
هو الافراد سواء كان الفرد فردا عرضيا او طوليا , و عليه فمعناه اذا امرتكم بطبيعة
ذات افراد فأتوا منها ما يكون في استطاعتكم , و هو دال بظاهره على انه يشترط ان
يكون المأتي به فرد الطبيعة و ان كان فرده الناقص بالنسبة الى المتعذر , فلو كان
المفقود معظم الاجزاء , او اجزائها الركنية فلا يصدق على المأتي به في نظر العرف
انه فرد الطبيعة لا كاملها و لا ناقصها
و فيه ما تقدم من ان الظاهر ان كلمة (( ما
)) مصدرية زمانية , لا موصولة فيسقط الاستدلال .
الثاني : قوله عليه السلام : ما لا يدرك كله
لا يترك كله , فان المراد من الموصول هو المركب و المراد من قوله عليه السلام : لا
يدرك , انه لا يدرك كل جزء من ذلك المركب و قد حكم على الموصول الذى اريد منه
المركب , بانه لا يترك ذلك المركب بكليته و هو يعطي انه لابد من الاتيان بالمركب
الناقص اذا تعذر الكامل ,