قد استوفينا الكلام بحمد الله في البحث عن
المتبائنين الذى يعد مقاما أولا للشك في المكلف به , و حان البحث عن الاقل و
الاكثر و هو من انفع المباحث الاصولية , فلا عتب علينا لو ارخينا عنان الكلام
وجعلنا البحث مترامي الاطراف .
فنقول : تنقيح المقام يتوقف على بيان مقدمات .
الاولى : الفرق بين الاستقلاليين منهما و
الارتباطيين اوضح من ان يخفى , فان الاقل في الاستقلالى مغاير للاكثر غرضا و ملاكا
و امرا و تكليفا , كالفائتة المرددة بين الواحد و ما فوقها , و الدين المردد بين
الدراهم و الدر همين , فهنا اغرض و موضوعات و اوامر و احكام على تقدير وجوب الاكثر
, و من هنا يعلم ان اطلاق الاقل و الاكثر عليهما بضرب من المسامحة و المجاز و
باعتبار ان الواحد من الدراهم اقل من الدرهمين و هو كثيرة , و الا , فلكل تكليف و
بعث بحياله , و اما الارتباطى فالغرض قائم بالاجزاء الواقعية , فلو كان الواجب هو
الاكثر فالاقل خال عن الغرض و البعث من رأس , فوزانه في عالم التكوين كالمعاجين
فان الغرض و الاثر المطلوب قائم بالصورة الحاصلة من تركيب الاجزاء الواقعية على ما
هي عليها , و لا تحصل بالغاية الا باجتماع الاجزاء عامة بلازياة و لا نقيصة كما هو
الحال في المركبات الاعتبارية ايضا , فلو تعلق غرض الملك على ارعاب القوم و خصمائه
, يامر بعرض الجنود و العساكر , فان الغرض لا يحصل الا بارائة صفوف من العساكر لا
ارائة جندى واحد , و من ذلك يظهر