ان ملاك الاستقلالية و الارتباطية باعتبار
الغرض القائم بالموضوع قبل تعلق الامر , فان الغرض قد يقوم بعشرة اجزاء , و قد
يقوم بازيد منها , و سيوافيك ضعف ما عن بعضهم من ملاكهما انما هو وحدة التكليف و
كثرته , ضرورة ان وحدته و كثرته باعتبار الغرض الباعث على التكليف , فلا معنى لجعل
المتاخر عن الملاك الواقعى ملاكا لتمييزهما فتدبر .
الثانية : البحث انما هو في الاقل المأخوذ
لا بشرط حتى يكون محفوظا في ضمن الاكثر , فلو كان مأخوذا بشرط لا , فلا يكون الاقل
اقل الاكثر , بل يكونان متبائنين , و رتب على هذا بعض محققي العصر ( رحمه الله )
خروج ما دار الامر فيه بين الطبيعى والحصة من موضوع الاقل و الاكثر , بان تردد
الامر بين وجوب اكرم الانسان او اكرام زيد لان الطبيعى باعتبار قابليته للانطباق
على حصة اخرى منه المبائنة مع الحصة الاخرى , لا يكون محفوظا بمعناه الاطلاقي في
ضمن الاكثر .
و فيه اولا : ان تسمية الفرد الخارجي حصة
غير موافق لا صطلاح القوم فان الحصة عبارة عن الكلي المقيد بكلي آخر كالانسان
الابيض و اما الهوية المتحققة المتعينة فهو فرد خارج لا حصة و ثانيا : ان لازم
ماذكره خروج المطلق و المقيد عن مصب النزاع فان المطلق لم يبق باطلاقه في ضمن
المقيد ضرورة سقوط اطلاقه الاولى بعد تقييده فلو دار الامر بين انه امر باكرام
الانسان او الانسان الا بيض , فالمطلق على فرض وجوب الاكثر بطل اطلاقه .
و ثالثا : ان خروج دوران الامر بين الفرد و
الطبيعى من البحث , لاجل انه يشترط في الامر المتعلق بالاكثر ( على فرض تعلقه )
داعيا الى الاقل ايضا و الفرد و الطبيعى ليسا كذلك , فلو فرضنا تعلق الامر بالاكثر
( الفرد لكونه هو الطبيعى مع خصوصيات ) فهو لا يدعو الى الاقل اعنى الانسان و لان
الامر لا يتجاوز في مقام الدعوة عن متعلقة الى غيره , و تحليل الفرد الى الطبيعى و
المشخصات الحافة به انما هو تحليل عقلى فلسفي , و لا دلالة للفظ عليه اصلا فلو
فرضنا وقوع كلمة (( زيد )) في مصب الامر , فهو لا يدل دلالة لفظية عرفية على اكرام
الانسان , و قس عليه الامر ,