الاول : في اقسام القطع نقول ان القطع قد
يتعلق بموضوع خارجى او موضوع ذى حكم او حكم شرعى متعلق بموضوع مع قطع النظر عن
القطع .
و يشترك الكل في ان القطع كاشف دائما في نظر
القاطع , و اما توضيح الاقسام فيحتاج الى تقديم امر . و هو ان العلم من الاوصاف
الحقيقية ذات الاضافة فله قيام بالنفس قيام صدور او حلول على المسلكين , و اضافة
الى المعلوم بالذات الذى هو في صقع النفس اضافة ايجاد , و اضافة الى المعلوم
بالعرض المحقق في الخارج .
و ما ذكرنا من قيام العلم بالنفس و ان
الصورة المعلومة بالذات فيها ايضا , انما يصح على عامة الاراء المذكورة في الوجود
الذهنى , نعم على القول المنسوب الى الامام الرازى , من ان حقيقة العلم , هو اضافة
النفس الى الخارج بلا وساطة صورة اخرى , لايصح القول , بقيام الصورة المعلومة
باالنفس , اذ ليس هنا شيئا وراء الصورة المحققة في الخارج , حتى نسمية علما و
معلومة بالذات , بل حقيقة العلم على هذا المسلك , ليس الانيل النفس الامور
الخارجية بالاضافة اليهالا بالحصول فيها .
و بذلك يظهر ان ما افاده بعض اعاظم العصر :
من قيام العلم بالنفس من دون فرق بين ان نقول ان العلم من مقولة الكيف او مقولة
الفعل او الانفعال او الاضافة , لا يخلو عن مناقشة .