ثم ان للقطع جهات ثلاثة جهة قيامة بالنفس و
صدورة منها او حلوله فيها , و على الجملة كونه من الاوصاف النفسانية مثل القدرة ,
و الارادة و البخل و امثالها, وجهة اصل الكشف المشترك بينه و بين سائر الامارات ,
و جهة كمال الكشف و تمامية الارائة المختصة به المميزة اياه عن الامارات .
ثم هذه الجهات , ليست جهات حقيقية حتى
يستلزم تركب العلم من هذه الجهات , و انما هى تحليلات عقلانية , وجهات يعتبرها
العقل بالمقايسات , كتحليل البسائط الى جهات مشتركة وجهات مميزة , مع انه ليس في
الخارج الاشي واحد بسيط , و تجد نظير ذلك في حقيقة التشكيك الموجود في اصل الوجود
فان الوجود مع كونه بسيطا , ينقسم الى شديد وضعيت , ولكن الشديد ليس مؤلفا من اصل
الوجود والشدة , و لا الضعيف من الوجود و الضعيف بل حقيقة الوجود في عامة الموارد
بسيطة لا جزء لها , الا ان المقايسة بين مراتبه , موجبة لا نتزاع مفاهيم مختلفة
عنه . ثم ان القطع قد يكون طريقا محضا , و قد يؤخذ في الموضوع , و المأخوذ في
الموضوع تربو الى اقسام ستة .
الاول و الثانى : اخذه تمام الموضوع اوجزئه
بنحو الوصفية اى بما انه شي قائم بالنفس و من نعوتها و اوصافها مع قطع النظر عن
الكشف عن الواقع . الثالث و الرابع : اخذه في الموضوع على ان يكون تمام الموضوع او
جزئه بنحو الطريقية التامة و الكشف الكامل , الخامس و السادس : جعله تمام الموضوع
او جزئه , على نحو اصل الكشف الموجود في الامارات ايضا .
ثم ان بعض الاعاظم انكر جواز اخذ القطع
الطريقى تمام الموضوع قائلا : ان اخذه تمام الموضوع يستدعى عدم لحاظ الواقع ذى
الصورة بوجه من الوجوه , و اخذه على وجه الطريقية يستدعى لحاظ ذى الصورة و ذى
الطريق و يكون النظر في الحقيقة الى الواقع المنكشف بالعلم .
قلت الظاهران نظره في كلامه هذا الى امتناع
اجتماع هذين اللحاظين فان الطريقية يستدعى ان يكون القطع ملحوضا آليا غير استقلالى
, بل الملحوظ استقلالا