نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 605
على هذا النوع من الاجتهاد بل حملوا عليه
حملة شديدة فنقول : انه يمكن الاستناد فى بطلانه الى وجوه شتى :
الاول : ما يدل من آيات الكتاب العزيز على
انه لا واقعة الا ولها حكم و بيان فى القرآن الكريم نظير قوله تعالى :﴿اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتى﴾ [1]و قوله تعالى :﴿و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء﴾ [2] ( و المراد من ( كل شىء( كل ما له دخل
فى هداية نفوس الانسان و تربيتها .
الثانى : الاخذ بحديث الثقلين فان احدهما هو
عترة الرسول عليهم السلام , و مع وجودهم لا يحس فقدان نص , لان ما كان يصدر منهم
كان من جانب الرسول ( ص ) لا من عند انفسهم فكان البيان الشرعى لا يزال مستمرا
باستمرار الائمة , و فقهاء العامه حيث انهم كانوا يعتقدون بان البيان الشرعى متمثل
فى الكتاب و السنة النبوية المأثورة عن الرسول فقط , و هما لا يفيان الا بشىء قليل
من حاجات الاستنباط بل حكى عن ابى حنيفة ( الذى كان على رأس مذهب الاجتهاد بالمعنى
الخاص او من روادها الاولين ) انه لم يكن عنده من الاخبار الصحيحة المنقولة عن
النبى ( ص ) الا خمسة و عشرون حديثا التجأوا لرفع هذه الحاجات الى هذا النوع من
الاجتهاد لا حساسهم خلا قانونيا فى الشريعة و نقصانا فى الاحكام الفرعية لا بد فى
رفعه الى التمسك بذيل القياس و نحوه .
الثالث : روايات متواترة تدل على انه ما من
شىء تحتاج اليه الامة الى يوم القيامة الا و قد ورد فيه حكم او نص , و قد جمعت
مقدمة كتاب فى جامع احاديث الشيعة نقلا عن الكافى للكلينى و غيره .
الرابع : ما ثبت لنا عملا و تاريخيا الى حد
الان فى طيلة الاعصار و القرون من الصدر الاول الى عصرنا هذا من ان فقهاء الخاصة و
اصحابنا الامامية قدس الله اسرارهم لم يحسوا حاجة لرفع الحاجات الفقهية الى اعمال
مثل القياس