نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 606
والاستحسان فان لديهم نصوصا خاصة من ناحية
اهل بيت العصمة و اصولا كلية تنطبق على اكثر القضايا و المصاديق الفرعية , و قواعد
و اصولا عملية يرجعون اليها فى سائر القضايا الفقهية , و هذا هو معنى انفتاح باب
العلم و الاجتهاد عندهم خلافا لفقهاء الجمهور فانهم بعد اعراضهم عن مكتب عترة
الرسول و ما وصى به فى حديث الثقلين و غيره من لزوم التمسك بعترته فى عرض التمسك
بالكتاب العزيز اعتقدوا عدم كفاية الكتاب و السنة لرفع حاجات الاستنباط كما مر , و
بالتالى ظنوا عدم كفاية نصوص الكتاب والسنة للدلالة على الحكم فى كثير من القضايا
, و لازمه عدم استيعاب الشريعة لمختلف شؤون الحياة , و بتبعه استباحوا لا نفسهم ان
يعملوا بالظنون والاستحسانات و يتصدوا لتشريع الاحكام فى هذه الابواب .
الخامس : ان الاجتهاد بهذا المعنى معناه
نقصان الشريعة , و ان الله تعالى لم يشرع فى الاسلام الا احكاما معدودة , و هى
الاحكام التى جاء بيانها فى الكتاب و السنة , و ترك التشريع فى سائر المجالات الى
الفقهاء من الناس ليشرعوا الاحكام على اساس الظن و الاستحسان , ولا يخفى ان لازمه
الفوضى و الهرج و المرج الشديد فى الدين و ما لا نجد نظيره حتى فى التقنينات
العقلائية فى اليوم لان ما يجعل و يقنن فيها هو قانون واحد لا قوانين عديدة بعدد
الفقهاء و العلماء كما مر آنفا .
و لما ذكرنا كله خصوصا لهذه النتيجة الفاسدة
الشنيعة نهض امير المؤمنين على عليه السلام فى مقام الذم عن هذا النوع من الاجتهاد
فى عصره ( فكيف بالاعصار اللاحقة ) بما مر ذكره فى بعض الابحاث السابقة , ولا بأس
باعادته لانه كالمسك كلما كررته يتضوء , قال فيما روى عنه فى نهج البلاغة : ( ترد
على احدهم القضية فى حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها
على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله . . . ام انزل الله سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم
على اتمامه , ام كانوا شركاء لله فلهم ان يقولوا و عليه ان يرضى , ام انزل الله
سبحانه دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه و آله و سلم عن تبليغه و ادائه ,
والله سبحانه يقول﴿ما فرطنا فى
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 606