نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 2 صفحه : 394
من اتباع سبيلهم ان يكون الاجماع حجة لان
سبيل الانسان هو ما يختاره من القول او الفعل او الاعتقاد .
ولكن الانصاف ان هذه الاية لا ربط لها
بمسئلة الاجماع فى الاحكام الفرعية , بل انها تنهى عن معصية الرسول و شق عصا
المجتمع الاسلامى , و تتكلم عن مخالفة الرسول و الكفر بعد الايمان و ما يترتب عليه
من العذاب الاخروى , فالمقصود من اتباع غير سبيل المؤمنين فى قوله تعالى ﴿و يتبع غير سبيل المؤمنين﴾هو مخالفة الرسول و اتباع الكفر بعد الايمان
, فان سبيل المؤمنين بما هم مجتمعون على الايمان هو الاجتماع على طاعة الرسول الذى
طاعته طاعة الله تعالى .
والشاهد على ذلك امور :
1 ما ورد فى شأن نزولها من ان قوما من الانصار
من بنى ابيرق اخوة ثلاثة كانوا منافقين : بشير و بشر و مبشر فنقبوا على عم قتادة
بن النعمان , و اخرجوا طعاما كان اعده لعياله و سيفا و درعا فشكا قتادة ذلك الى
رسول الله ( ص ) و فضح بنوابيرق , فكفر بشر و ارتد , و لحق بالمشركين بدل ان يستغفر
الله و يتوب اليه من ذنبه فانزل الله[ ( و من يشاقق]( . . . حيث ان اتباع بشر غير
سبيل المؤمنين انما هو ارتداده و لحوقه بالمشركين لامخالفته لاجماع المسلمين فى
حكم فرعى .
2 ان سبيل المؤمنين فى قوله تعالى ﴿و يتبع غير سبيل المؤمنين﴾سبيلهم بما هم مجتمعون على الايمان فيكون
المعنى سبيل الايمان لان تعليق حكم بوصف مشعر بعليته . فالمراد من الاية الخروج عن
الايمان الى الكفر لاالمخالفة فى المسائل الفرعية .
3 ان قوله تعالى[ ( و يتبع]( . . . شرط فى
الجملة , و جزاؤه قوله تعالى﴿نوله ما تولى﴾و لا اشكال فى ان المقصود من الجزاء انا
نجره على ما جرى عليه من ولاية الطاغوت و ان وزانه وزان قوله تعالى فى ذيل آية
الكرسى :و الذين كفروا اوليائهم
الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات﴾ و قوله تعالى﴿يوم ندعوا كل اناس بامامهم﴾[1] فليكن المقصود من الشرط ( اتباع غير
سبيل المؤمنين ) ايضا قبول ولايةالطاغوت .