نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 2 صفحه : 139
و للجواب عنه كما بيناه فى محله طريقان :
الاول : ما ذهب اليه بعض الحكماء من ان الله
تعالى عالم بالعلة , و العلمبالعلة علم اجمالى بالنسبة الى المعلول و هو كشف
تفصيلى فى نفس الوقت .
توضيح ذلك : ان الحوادث التى تتحقق فى
المستقبل ليست منفكة عن حوادث الحال و الماضى فانها سلسلة متصلة بعضها ببعض , فلو
علمنا بحوادث الحال كما هو حقها و بجميع جزئياتها فقد علمنا حوادث الماضى و
المستقبل ايضا فى نفس الوقت , و حيث ان علمه تعالى بالاشياء يكون هكذا فهو عالم
بالموجودين فى الحال و المعدومين فى الماضى و المستقبل جميعا .
الثانى : ( و قد يصعب تصوره على بعض ) ان
نقول : ان تقسيم الزمان الى الحال و الماضى و المستقبل انما هو بالنسبة الى
الممكنات و اما بالنسبة الى ذاته تعالى الذى لاحد و لانهاية له فجميع الموجودات فى
الماضى و المستقبل و الحال سواء عنده , خاضرة لديه باعيانها لكن كل فى ظرفه الخاص
, فموسى ( ع ) مثلاحاضر عنده فى ظرفه و زمانه الخاص كما ان عيسى ( ع ) ايضا حاضر
عنده فى ظرفه الخاص , و اهل الجنة و الجحيم حاضرون عنده فى ظرفهما , فلا شىء من
هذه معدوم عنده تعالى بل المعدوم معدوم بالنسبة الى زمان الحال .
و بعبارة اخرى : ان الزمان بمنزلة شرط يتحرك
الانسان عليه فعلى اى جزء منه كان فهو حال بالنسبة اليه و الجزء السابق عليه ماض و
الجزء الاحق مستقبل , واما الذى يكون محيطا بجميع الشريط من اوله الى آخره فالحال
و الماضى و المستقبل عنده سواء .
و قد يذكر لهذا مثال آخر و هو ان من يتصور
للزمان حالا و ماضيا و مستقبلا مثله مثل من ينظر من منفذ بيت الى قطار جمل فى خارج
البيت فحيث انه يرى فى كللحظة من الزمان بعض هذه الجمال يتصور له القبل و البعد ,
و اما من يكون فوقالبيت مثلا و يرى جميع القطار فى لحظة واحدة فلا معنى لهذا
التقسيم بالنسبةاليه .
فباحد هذين الطريقين يثبت حضور المعدومين
عندالله تعالى , ولكن شىء
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 2 صفحه : 139