أفقال ذلك هزءا
أو جدا أو امتحانا ، فإن كان هزءا فالخلفاء لا يليق بهم الهزل. ثم قال : والعجب من
منازعة معاوية بن أبي سفيان عليا في الخلافة أين ومن أين ، أليس رسول الله صلى
الله عليه وآله قطع طمع من طمع فيها
والعجب من حق واحد
كيف ينقسم بين اثنين ، والخلافة ليست بجسم ولا عرض فتتجزأ ـ انتهى كلامه
[١] وفيه دلالة على انحرافه عما كان عليه. والله أعلم وسوف يظهر
الأمر ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ
). والغَدْرُ : ترك الوفاء ونقض العهد ، وقدغَدَرْتُهُ فهوغَادِرٌ وبابه ضرب. والغَدِيرَةُ : الذؤابة بالضم ، أعني الضفيرة ، واحدةالغَدَائِر أعني الذوائب. و « غُنْدَر » اسم رجل.
( غرر )
قوله تعالى : ( ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) [ ٨٢ / ٦ ] أي أي شيء غرك بخالقك وخدعك وسول لك الباطل حتى عصيته وخالفته. قال
الشيخ أبو علي : واختلف في معنى الكَرِيم
، فقيل هو المنعم الذي
كل أفعاله إحسان وإنعام لا يجر به نفعا ولا يدفع به ضرا ، وقيل هو الذي يعطي ما عليه
وما ليس عليه ولا يطلب ما له ، وقيل هو الذي يقبل اليسير ويعطي الكثير ومن كرمه سبحانه
أنه لم يرض بالعفو عن السيئات حتى يبدلها بالحسنات ... إلى أن قال : وإنما قال الكريم
دون سائر أسمائه وصفاته لأنه كان لقنه الإجابة حتى يقول غرني كرم الكريم. قوله : ( وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ ) [ ٣١ / ٣٣ ] الغَرُورُ بالفتح الشيطان ، وكل من غَرَّ فهوغَرُورٌ ، وسمي الشيطان غَرُوراً لأنه يحمل الإنسان على محابه ووراء ذلك ما يسوؤه. قال ابن السكيت والغَرُورُ أيضا ما رأيت له ظاهرا تحبه وفيه باطن مكروه ومجهول.
[١] انظر سر العالمين
صلى الله عليه وآله ٢٠ ـ ٢٢ وفيه بعض الاختلافات اليسيرة في الألفاظ.