النَّفْيَ
وارد على هيئة الجمع
لا على كل فرد فرد. وإذا تأخر حرف النَّفْيِ
عن أول الكلام وكان
أوله « كل » أو ما في معناه وهو مرفوع بالابتداء نحو « كل القوم لم يقوموا » كان النفي عاما لأنه خبر عن المبتدإ وهو جمع فيجب أن يثبت لكل فرد
فرد منه ما يثبت للمبتدإ وإلا لما صح جعله خبرا عنه ، وأما قَوْلُهُ : « كُلُّ
ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ ». ـ يعني في خبر ذي اليدين ـ فإنما نَفَى الجميع بناء على ظنه أن الصلاة لا تقصر وأنه لم ينس منها
شيئا ، فَنَفَى كل واحد من الأمرين بناء على ذلك الظن ، ولما تخلف الظن
ولم يكن النفي عاما قَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ : وَقَدْ كَانَ بَعْضُ
ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ص ، فَتَرَدَّدَ ص فَقَالَ : « أَحَقّاً مَا قَالَ ذُو
الْيَدَيْنِ »؟ فَقَالُوا : نَعَمْ. ولو لم يحصل له الظن لقدم حرف النَّفْيِ حتى لا يكون عاما وقال : لم يكن كل ذلك ـ انتهى كلامه.
وهو جيد ينبغي مراعاته في ألفاظ الكتاب والسنة.
ومن كلامهم : «
هذا يُنَافِي هذا » أي يباينه ولا يجتمع معه ، ومثله قوله : « وهما مُتَنَافِيَانِ ».
( نقا )
فِي الْحَدِيثِ
: « رُبَّمَا أَمَرْتُ بِالنِّقْيِ
بُلَّتْ بِالزَّيْتِ
فَأَتَدَلَّكُ بِهِ ». هو بكسر النون وسكون القاف : المخ من العظام ، والجمع « أَنْقَاءٌ » ، يقال : « أَنْقَتِ
الناقة » أي سمنت وصار
فيها نَقًي ، وأَنْقَى البعير : إذا وقع في عظامه المخ. والنَّقِيُ أيضا : الدقيق المنخول ، فيحتمل هنا ولعله الأشبه.
و « العجفاء
التي لا نِقْيَ فيها » أي المهزولة التي لا نِقْيَ فيها من الهزال.
ونَقِيَ الشيء بالكسر
يَنْقَى نَقَاوَةً بالفتح فهو
نَقِيُ أي نظيف.
و « النِّقَاءُ
» ممدود : النظافة ،
وبالقصر : الكثيب من الرمل.