« أولئك » ، وربما قالوا : « أولئك
» في غير العقلاء ،
قال تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) قال : وأما
الأُولَى ـ بوزن العلى ـ فهو
أيضا جمع لا واحد له من لفظه ، واحده « الذي » ... انتهى.
وإلَّا ـ بالكسر والتشديد ـ قال الجوهري : هو حرف استثناء ،
يستثنى بها على خمسة أوجه : بعد الإيجاب ، وبعد النفي ، والمفرغ ، والمقدم ،
والمنقطع. فتكون في المنقطع بمعنى « لكن » لأن المستثنى من غير جنس المستثنى منه.
وقد يوصف بإلا
، فإن وصفت بها جعلتها وما بعدها في موضع غير ، وأتبعت الاسم بعدها ما قبله في
الإعراب ، فقلت : « جاءني القوم إلا زيدا » كقوله تعالى : ( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ
لَفَسَدَتا ) ، وقال عمرو بن معديكرب :
وكل أخ
مفارقه أخوه
لعمر أبيك
إلَّا الفرقدان
كأنه قال : « غير
الفرقدين ». ثم قال : وأصل « إلَّا» الاستثناء والصفة عارضة ، وأصل « غير » صفة والاستثناء
عارض ، وقد تكون « إلَّا
» بمنزلة الواو في
العطف ... انتهى.
وقد جعلوا منه
قوله تعالى : ( لِئَلَّا يَكُونَ
لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا ) وقوله : ( لا يَخافُ لَدَيَّ
الْمُرْسَلُونَ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ ) أي ولا الذين ظلموا ولا من ظلم ، وتأولهما الجمهور على
الاستثناء المنقطع.
وفي التنزيل : ( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ
اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ
الْحَرامِ ) أي لكن الذين عاهدتم منهم عند المسجد الحرام ولم يظهر
منهم نكث ، كبني كنانة وبني ضمرة ، فتربصوا أمرهم.
وفيه : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قيل : إنها ليست للاستثناء ، إذ لو كانت له كانت المودة
مسئولة ، وليس كذلك ، بل المعنى : ولكن افعلوا المودة في القربى.