« عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في قوله : ( فَإِمَّا
نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ )[١]
نزلت في علي بن أبي طالب ، أنّه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي » [٢]. وروي في كنز العمال وغيره عن عليّ قال
: « أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله
بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين » [٣].
فكيف من كان من الناكثين ، بل إنّه رفع سيفه في وجه إمام زمانه ونكث عهده ونقض
بيعته يكون من المبشّرين بالجنّة؟.
ومنهم من آذى فاطمة الزهراء وعليّ بن
أبي طالب والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام ، ومعروف أنّ من آذى أهل البيت فقد
آذى الله تعالى ، ومن آذى الله تعالى فقد لعنه الله في الدنيا وأكبّه في جهنّم في
الآخرة ، فكيف يكون من هذا وصفه من المبشّرين بالجنّة؟.
ومنهم من آذى فاطمة الزهراء عليهاالسلام وهجم على بيتها
وأحرقه وضربها وأسقط جنينها ، ثمّ انتزع منها حقوقها التي منحها إيّاها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والحديث النبويّ
الصحيح في مسلم وغيره يقول : « إنّما فاطمة بضعة منّي ، يؤذيني ما آذاها » [٤].
ويقول عزّ وجلّ في سورة الأحزاب : ( إِنَّ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ
وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً )[٥]. فكيف من
هكذا حاله يكون مبشّراً بالجنّة؟.
[٣] أخرجه ابن عساكر
في تاريخ دمشق ٤٢ : ٤٦٨ ، ٤٧٠ ، والخطيب الغدادي في تاريخ بغداد ٨ : ٣٣٦ ، وأورده
المتقي الهندي في كنز العمّال ١٣ : ١١٣ عن تاريخ دمشق.
[٤] صحيح مسلم ٧ : ١٤١
، سنن الترمذي ٥ : ٣٦٠ ، مسند أحمد ٤ : ٥.