وهو قسيم الجنّة
والنار ، فلا مرية في قوة ومصداقية ميزان ومقياس أهل البيت عليهمالسلام وحبّهم ونصرهم
ونصرتهم وولايتهم وموالاتهم ، وعدم بغضهم وقتالهم وخذلانهم ، بل والمنع من إيذائهم
بأي نوع من أنواع الأذى ، ومن المعروف أنّ هذا الميزان قد استنبط من مئات النصوص
الشرعيّة والمعتبرة عند كلّ طوائف المسلمين. وعليه صار من الواجب أنْ يعرض بقيّة
التسعة في حديث العشرة على هذا الميزان وغيره من الموازين الشرعيّة ، فإنْ انطبقت
أحوال الشخص كانت البشارة صحيحة ، وإنْ انتفت الموازين كانت بشارة مزّيفة ومصطنعة
ووضعيّة. ويجب أنْ يجْرُؤ المؤمن على الصدوع بها أمام الله تعالى ، وأنْ لا يتغاضى
عمّا هو مخالف لشرع الله تعالى وأوامر ربّ العزّة فرضى الله تعالى قبل رضى الخلق.
فمِن التسعة مَنْ قاتل عليّاً عليهالسلام وخذله ولم ينصره
ونكث بيعته معه ، فكيف يكون بعد ذلك من المبشّرين بالجنّة؟!.
ومنهم من رفع سيفه على إمام زمانه ،
وخالفه ونقض عهده ، فكيف يمكن أن يبشّر بالجنّة؟. والرسول صلىاللهعليهوآله يقول كما روى مسلم
وأبو داود والنسائي وغيرهم عن عبد الله بن عمرو : « من بايع إماماً فأعطاه صفقة
يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع ، فإِنْ جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة الآخر » [١].
ومنهم من أمر الله
تعالى ورسوله بقتالهم وسمّاهم القاسطين والناكثين كما في الحديث المرويّ في الدر
المنثور للسيوطي حيث قال : أخرج ابن مردويه من طريق محمّد بن مروان ، عن الكلبي ،
عن أبي صالح ، عن جابر بن عبد الله :
[١] صحيح مسلم ٦ : ١٨
، سنن أبي داود ٢ : ٣٠١ ، سنن النسائي ٧ : ١٥٣ واللفظ للأخير.