إذن فلقد عصم الله تعالى كلّ من حمل نوح
عليهالسلام
في سفينته ، وعصم الله تعالى المؤمنين الذين التزموا معه ، فكانوا في أمان الله
تعالى وعصمته التي منحهم الله إيّاها ، ولكنّ ابن زوجة نبيّ الله نوح اختار العصمة
المنبثقة عن الرأي والهوى والاستكبار ، فظنّ أنّ الجبل عاصم له من أمر الله فكان
من الهالكين بعد أنْ تجرّأ على النصّ وترك تحديد العصمة لاستكباره وعناده وهواه ،
إذ إنّ مَنْ تجرّأ على منازل أهل الله ورجاله الذين اصطفاهم واجتباهم كان من
الضالّين الهالكين.
ولكنّ أولئك الذين تجرؤوا على البحث في
عصمته صلىاللهعليهوآله
بعد أنْ حكّموا شهواتهم وأهواءهم ، وتركوا فطرتهم وعقولهم وشرعهم ، فقد وصل بهم
الأمر إلى الخوض فيما لا يعنيهم ، ولا يجوز لهم أنْ يخوضوا فيه ، فمنهم من أنكر
العصمة مطلقاً لرسول الله صلىاللهعليهوآله
، ومنهم من حدّدها له بالتشريع فقط ، ومنهم من رفعها عنه حتّى في التشريع.
ولأنّه لابدّ للإنسان من قدوة ومن معصوم
، فإنّهم جعلوها لغيره صلىاللهعليهوآله
، فمنهم من يقبل الخطأ على رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ولكنّه ينفيه نفياً قاطعاً عن أبي بكر وعمر ، ومنهم من ينكر عصمة أهل البيت عليهمالسلام ، ويجعلها في
معاوية ويزيد ، ومنهم من يرفض تقرير الشرع إذا تعارض مع كلام ابن تيمية أو محمّد
بن عبد الوهاب.