منها الوصول إلى
درجة معيّنة من العصمة التي تؤهله أنْ يكون تصاعديّاً في التكامل وبحسب متطلبات
الحياة ، وما قوانين السير في دول العالم وغيرها من القوانين الاجتماعية
والاقتصاديّة والتشريعيّة إلا لتحقيق مطلب العصمة في كل جوانب الحياة.
وكما ذكرنا ، فإنّ العصمة موجودة في
المخلوقات بدرجات متفاوتة ، فعند الحيوانات مثلا هناك نوع من العصمة الفطريّة التي
تحجبه عن تناول ما لا يصلح للأكل أو الشرب ، فلا يمكن أنْ نرى حيواناً يشرب مادة
البنزين ، أو يأكل الأسمنت ، ولو قدمت أمام الحيوان وعاء فيه طين ووعاء فيه شعير ،
فإنّه يتجنّب بعصمته الفطريّة ما لا يؤكل ، وهذا واقع مشاهد.
كذلك الإنسان يمتلك عصمة نسبيّة بدرجة
معيّنة ، وهي فطريّة وتتصاعد لتصل إلى عصمة معيّنة إنسانيّة ، فالإنسان بفطرته
يتجنّب الكثير من الأمور ، وبإنسانيّته يعصم نفسه عن عشرات القضايا ، فلا يشرب
السمّ ، ولا يقتل ، ويتجنّب القبائح بعصمته الإنسانيّة ما دام إنساناً سويّاً في
حدود دائرة العصمة الإنسانيّة ، فلا يمكن لإنسان بعصمته الإنسانية والفطريّة أنْ
يقتل ابنه أو يحرقه.
وكذلك فإنّ الإسلام يدخل الإنسان في
دائرة من العصمة هي أوسع وأعمّ من دائرة العصمة الإنسانيّة ، فهنا عصمة تدخله في
دائرة التكامل الإنساني ، ما دام ملتزما بإحكام الإسلام وشروطه الحقيقيّة ، مطيعا
لربّه ، مقتديا برسول الله صلىاللهعليهوآله.
وكذلك الإيمان عاصم
، ودائرة العصمة الإيمانيّة هي أوسع بكثير من دائرة عصمة الإسلام ، ولذلك نجد نظرة
الناس الفطريّة والطبيعيّة إلى إنسان مؤمن ملتزم تختلف عن نظرتهم إلى من هم دونه ،
فلا يقبلون منه الكثير من