responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 398

منها الوصول إلى درجة معيّنة من العصمة التي تؤهله أنْ يكون تصاعديّاً في التكامل وبحسب متطلبات الحياة ، وما قوانين السير في دول العالم وغيرها من القوانين الاجتماعية والاقتصاديّة والتشريعيّة إلا لتحقيق مطلب العصمة في كل جوانب الحياة.

وكما ذكرنا ، فإنّ العصمة موجودة في المخلوقات بدرجات متفاوتة ، فعند الحيوانات مثلا هناك نوع من العصمة الفطريّة التي تحجبه عن تناول ما لا يصلح للأكل أو الشرب ، فلا يمكن أنْ نرى حيواناً يشرب مادة البنزين ، أو يأكل الأسمنت ، ولو قدمت أمام الحيوان وعاء فيه طين ووعاء فيه شعير ، فإنّه يتجنّب بعصمته الفطريّة ما لا يؤكل ، وهذا واقع مشاهد.

كذلك الإنسان يمتلك عصمة نسبيّة بدرجة معيّنة ، وهي فطريّة وتتصاعد لتصل إلى عصمة معيّنة إنسانيّة ، فالإنسان بفطرته يتجنّب الكثير من الأمور ، وبإنسانيّته يعصم نفسه عن عشرات القضايا ، فلا يشرب السمّ ، ولا يقتل ، ويتجنّب القبائح بعصمته الإنسانيّة ما دام إنساناً سويّاً في حدود دائرة العصمة الإنسانيّة ، فلا يمكن لإنسان بعصمته الإنسانية والفطريّة أنْ يقتل ابنه أو يحرقه.

وكذلك فإنّ الإسلام يدخل الإنسان في دائرة من العصمة هي أوسع وأعمّ من دائرة العصمة الإنسانيّة ، فهنا عصمة تدخله في دائرة التكامل الإنساني ، ما دام ملتزما بإحكام الإسلام وشروطه الحقيقيّة ، مطيعا لربّه ، مقتديا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وكذلك الإيمان عاصم ، ودائرة العصمة الإيمانيّة هي أوسع بكثير من دائرة عصمة الإسلام ، ولذلك نجد نظرة الناس الفطريّة والطبيعيّة إلى إنسان مؤمن ملتزم تختلف عن نظرتهم إلى من هم دونه ، فلا يقبلون منه الكثير من

نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست