responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 399

التصرّفات والسلوكيّات إذا وقع فيها ، حتّى ولو كانت من المباحات على اعتبار أنّه يعيش في دائرة أوسع في العلم والمعرفة والتقوى والإيمان ، فهم يتطلّعون إليه على أنّه إنسان كامل أكمل منهم ، يجب أنْ يختلف عنهم في دائرة العصمة؛ لأنّ درجات الإنسان المؤمن أعلى وأرفع من دائرة الإنسان العادي ، فإذا ما قيل : إنّ فلانا المؤمن فعل كذا ، فإنّ الناس لا يصدّقون ذلك بفطرتهم؛ لأنّه بنظرهم يمتلك من العصمة ما لا يمتلكون ، ويوجبون له العصمة بفطرتهم ، ويدافعون عنها ، وربّما يقاتلون من أجلها ، وهذا واضح عند الناس عموماً عندما يهاجَم رئيس حزب أو جماعة أو شيخ ، فإنّ جميع الإفراد يدافعون عنه ولا يقبلون الطعن فيه ، ولا في أقواله ولا أفعاله ، ولو قلت : إنّ فلاناً الذي ليس له أيّة قيمة في المجتمع فعل كذا ، فلربّما ينظر إلى فعله نظرة أقلّ تأثّراً ممّا لو قلنا : إنّ الوزير الفلاني فعل كذا ، وهذه أقلّ أيضاً ممّا لو قلنا : إنّ الرئيس أو الملك فعل كذا ، وكأنّه كلّما ارتقى الإنسان بمكانته يجب أنْ ترتقي معه درجات العصمة ، حتّى إنّنا نستطيع أنْ نفرض بفطرتنا وعقولنا العصمة المتكاملة للأنبياء والأوصياء الذين هم من أعلى الناس في منازل الإيمان والتقوى.

غير أنّ العصمة المنشودة والتي يفترض الناس وجودها في من هم أعلى منهم في الإيمان والإحسان ، بحاجة لتأكيدها في الشخص المعيّن إلى نصوص شرعيّة تفرض العصمة وتقرّرها ، فالتقرير بشأن العصمة بمعناها الشامل لا يترك للفطرة ، بل هو لله تعالى من خلال النصّ في القرآن الكريم والحديث الصحيح.

ولذلك جاءت النصوص الشرعيّة عند كلّ طوائف المسلمين تؤكّد ثبوت وجود العصمة بدرجة تصاعديّة ، كلّما ارتقى الإنسان بإيمانه وإحسانه وتقواه ،

نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست