responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 234

من الكفار والظالمين والمنافقين والفاسقين وقيامه بلعنهم جهاراً أمام الناس حتّى حفظ الناس ذلك ووعوه ، ولم يكن هناك مجال بأنْ ينسوه ، فالقائل واللاعن رسول الله ، وأنّى لرسول الله أنْ يقوم بذلك من نفسه وإنّما بأمر من ربّه جلّ شأنه.

وعندما تربّع على عرش الخلافة عدد من أولئك الملعونين على لسان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان لابدّ أنْ يتحرّك جهاز وضع الحديث وصناعته لخدمة السلطة الحاكمة وتلك الشخصيّات الملعونة ، فبدؤوا بوضع روايات مفتراة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل وجعلوا سبب نزول عدد من الآيات عتاباً لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونزلت الأوامر تمنع رسول الله من لعن أحد أو الدعاء عليه.

ثمّ ولأنّهم لا يستطيعون طمس أسماء من لعنهم رسول الله ودعا عليهم وضعوا روايات تجعل من لعن رسول الله لأحد منهم فضيلة للملعون ، وهو ما أسموه في تلك الروايات المكذوبة زكاة اللعن ، وسنعرض بالتفصيل لتلك الأدلّة ، لكنّ المهمّ هنا ، أنّهم استطاعوا بخبثهم ودهائهم أنْ يزيلوا أثر اللعن عن الملعون ، وجعلوا ذلك اللعن فضيلة له ، واستطاعوا أنْ يستخفّوا بعقول المسلمين ، ولا أدري كيف استطاع أصحاب العقول والفكر أنْ يقتنعوا بذلك.

بعد كلّ ذلك ، كانت النتيجة اتّهام رسول الله بظلم الناس ولعنهم بسبب وبدون سبب ، وتهمة أخرى ألصقوها برسول الله وهي أنّ الله منعه من الدعاء على الكافرين ولعنهم ، وكان أيضاً من النتيجة الحطّ من شخص رسول الله واعتباره شخصاً عاديّاً ودون العادي ، بينما صار الملعونون من أصحاب الفضائل العظيمة والمنازل الجليلة عند كلّ الناس ، كما وصار اللعن الذي هو حكم شرعي مأمور به من الله تعالى صار مستهجناً ومستنكراً ، وهكذا قلبت الحقائق في هذه القضيّة والتبست كلّ الأمور وصار لابدّ من إعادة دراسة هذه


[١] البقرة : ١٥٩.

[٢] البقرة : ١٦١.

نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست