فهل نرضى ذلك
لنبّينا وحبيب قلوبنا محمّد صلىاللهعليهوآله.
٤ ـ وروى الترمذي وغيره عن جابر قال : إنّ
النبيّ صلىاللهعليهوآله
رأى أمرأة فدخل على زينب فقضى حاجته وخرج وقال : إنّ المرأة إذا أقبلت ، أقبلت في
صورة شيطان ، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فإنّ معها مثل الذي معها [١].
٥ ـ
وروى مسلم في صحيحه ، حدّثنا عمرو بن علي ، حدّثنا عبد الأعلى ، حدّثنا هشام بن
أبي عبد الله ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله رأى امرأة ، فأتى
امرأته زينب ، وهي تمعس منيئة لها ، فقضى حاجته ، ثمّ خرج إلى أصحابه فقال : « إنّ
المرأة تقبل في صورة شيطان ، وتدبر في صورة شيطان ، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت
أهله ، فإنّ ذلك يرد ما في نفسه » [٢].
٦ ـ وروى مسلم في صحيحه بسنده إلى جابر
أيضاً أنّه قال : سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآله
يقول إذا أحدكم أعجبته المرأة ، فوقعت في قلبه ، فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإنّ
ذلك يردّ ما في نفسه [٣].
وهذه روايات تظهر رسول الله بالرجل
الشهواني الذي لا يستطيع أنْ يصبر عن شهوته ، بل يصل الحال أنْ يشهر نفسه ، ويعلن
عن أمره ونيّته أمام أصحابه ، ثمّ يدخل إلى إحدى زوجاته على مرأى ومسمع من
الجالسين حوله ، وبعد حين يخرج إليهم ويأمرهم بأنْ إذا رأوا امرأة فأعجبتهم
فليفعلوا نفس فعلته.
بالله عليك أخي العاقل المنصف ، هل
توافق أوّلاً على أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
قام بهذا الفعل ، مخالفاً بذلك أدنى موازين العقل والحكمة ، ومخالفاً لأحكام
[١]سنن الترمذي ٢ :
٢١٣ ، وأنظر سنن أبي داود ١ : ٤٧٧ ، صحيح ابن حبّان ١٢ / ٣٨٤.