صلىاللهعليهوآله
» زاد في رواية بهز بن أسد ومعها صبيّ لها فكلّمها رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قوله : « فخلا بها رسول الله صلىاللهعليهوآله » أي في بعض الطرق
، قال المهلّب : « لم يرد أنس أنّه خلا بها بحيث غاب عن أبصار من كان معه ، وإنّما
خلا بها بحيث لا يسمع من حضر شكواها ولا ما دار بينهما من الكلام ، ولهذا سمع أنس
آخر الكلام فنقله ولم ينقل ما دار بينهما لأنّه لم يسمعه » اهـ.
ووقع عند مسلم من
طريق حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس : أنّ امرأة كان في عقلها شيء قالت : يا رسول
الله إنّ لي إليك حاجة ، فقال : يا أمّ فلان ، انظري أيّ السكك شئت حتّى أقضي لك
حاجتك. وأخرج أبو داود نحو هذا السياق من طريق حميد عن أنس ، لكن ليس فيه أنّه كان
في عقلها شيء.
قوله : « فقال والله إنّكم لأحبّ الناس
إليّ » زاد في رواية بهز « مرتين » وأخرجه في الأيمان والنذور من طريق وهب بن جرير
عن شعبة بلفظ « ثلاث مرات » وفي الحديث منقبة للأنصار ، وقد تقدّم في فضائل
الأنصار توجيه قوله « أنتم أحبّ الناس إليّ ». وقد تقدّم فيه حديث عبد العزيز بن
صهيب عن أنس مثل هذا اللفظ أيضاً في حديث آخر ، وفيه سعة حلمه وتواضعه صلىاللهعليهوآله ، وصبره على قضاء
حوائج الصغير والكبير ، وفيه أنّ مفاوضة المرأة الأجنبية سرّاً لا يقدح في الدين
عند أمن الفتنة » [١].
وهذا الفعل المتّهم به رسول الله لا
يليق بشخص عادي أنْ يفعله ، فتخيّل نفسك عزيزي القارئ ونسوة يمرّون إلى جانبك ،
وتقف محيّيا وممتنّاً لهم وتقول لهم أنتم من أحبّ الناس إليّ ، ماهو موقفك من
نفسك؟. وما هو موقف الناس منك؟. وهل ترضى ذلك لنفسك؟. وإنني على يقين بأنّ الجواب
بالنفي ،