ومع أنّني وضعت في كلّ بحث ما يوفّيه
حقّه بشكل مختصر وغير ممل ، بحيث لو قرئ وبشكل منفصل ، فإنّه يوصل إلى المضمون ، إلا
أنّني أدعو القارئ العزيز إلى مطالعة البحث كاملاً حتّى يتمّ استيعاب القالب
الرئيسي ، والذي يُعبّر عن وجهة نظر المستبصرين ، وكيفيّة وصولهم إلى الحقيقة.
بالإضافة إلى ذلك فإنّني وأثناء البحث
أتطرّق لعدد كبير من النصائح والأحكام ، والتي تتعلّق بالموضوع من أجل الفائدة ، وكذلك
ربّما أعُبّر عن كثير ممّا يعاني المستبصر أو يعانيه من خلال ذكر روايات وأحاديث
عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ومن حديث أئمّة أهل البيت وخطبهم عند الحاجة ، وسوف يكون الاعتماد في عدد كبير
من المواضيع على ما عند العامة من أدلة وتفاسير.
ولكنّني سأبدأ من لحظة اصطدام المستبصر
بما خفي عنه من حقائق ، ومن لحظة انقلاب الموازين والمفاهيم ، ثمّ أعود للماضي
وأربطه بالحاضر ، وأبيّن كيفيّة ارتقاء المستبصر ، وتدرجه في السلوك الإيماني ، موضّحاً
ذلك من خلال ما حصل معنا ومع مجموعة كبيرة من الإخوة المؤمنين ، الذين أكرمهم الله
تعالى ، وتفضّل عليهم بالهداية وسلوك الصراط المستقيم وركوب سفينة الناجين.
ثم إنّنا في البدء وفي الختام دوماً
نردّد ونقول : حمداً وشكراً لله تعالى على نعمة الإيمان والهداية ، ونردّد قوله
تعالى في سورة الأعراف : ( الحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ )[١].
ونردّد ونقول قوله تعالى في سورة آل
عمران : ( رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ
هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ )[٢].