ثم إنّني أحببت أنْ أكمل طريق التعبير
عن حقيقة وأحقيّة مذهب أهل البيت عليهمالسلام
من خلال البحث والكتابة ، وللإجابة على كثير من التساؤلات والإشكالات ، والتي
طالما يطرحها العامّة علينا أتباع أهل البيت عليهمالسلام
هنا خصوصاً في المناطق التي يقلّ فيها عدد المؤمنين ويكثر فيها العامّة ، إمّا
للتشكيك بمذهب أهل البيت عليهمالسلام
، عن طريق أناس أو علماء يدّعون العلم والمعرفة ، حتّى يُشوّهوا معتقدات وشعائر
أهل البيت عليهمالسلام
في نظر العامّة ، أو يطرحها العديد من الناس بين بعضهم البعض ، حتّى يُظهروا
للآخرين مدى معرفتهم واطّلاعهم على ما يجري في العالم.
وهذا أمر كثير الحصول بين المسلمين ، فإذا
رفع الله شأن قوم ، فإنّ الجهلاء والمرائين ، وكذلك الحسّاد والحاقدين المبغضين ، لابدّ
لهم بأنْ يثبتوا لأنفسهم مكاناً أو قيمة بين نظرائهم ، خصوصاً إذا توفرت تربة خصبة
لوجود عاطفة قويّة أو تفكير مستنير اتجاه من رفع الله شأنهم.
ولذلك جاء هذا البحث المتواضع والمختصر
، والذي حاولت فيه أنْ أرسم معالم طريق المستبصر ، والتي أدّت في النهاية إلى التوصّل
إلى الحقيقة المغيّبة ، وكلّ ذلك عبارة عن توصيف لما قد حصل مع مجموعة من الإخوة
المؤمنين الذين هداهم الله تعالى لحقيقة الإيمان بمنّه وفضله.
فالبحث عبارة عن قالب يرتكز عليه من كتب
له الله تعالى الاستبصار ، بحيث يتشعّب من هذا القالب مسائل عديدة توصف طريقة التفكير
، وكيفيّة مزج النداءات العقليّة مع النداءات القلبيّة ، وكيفيّة الجذب من خلال
مراحل الحياة ، وحتّى الوصول إلى صراط النجاة القويم ، فهذا الكتاب إذن ، ومِن
عنوانه ، هو طريق لمن أراد سلوك طريق الاستنارة والهدى ، وهو عصمة لمن أراد أنْ
يستجير ويحتمي بسفينة الناجين وولاية أهل الحقّ المعصومين.