وتركوا متابعة أهل
البيت الذين أمرنا الله تعالى باتّباعهم حتّى لا نضلّ عن الصراط المستقيم.
أخي المؤمن الكريم ، إنّني أتحدّث معك
كمؤمن مستبصر ، قد نوّر الله بصيرته بحقائق الإيمان وأسأله الثبات عليها ، وأنْ
يجعلنا من المؤمنين المستقرّين في إيمانهم وعقيدتهم ، ولتعلم أخي الكريم أنّني لا
أبالغ في كل ما ذكرت لك ، بل إنّك لو قرأت التاريخ بصدق وإخلاص وتوجّه صحيح إلى
الله تعالى ، فإنّني واثق أنّك سوف تصبح من المستبصرين للصراط المستقيم ، فالله
تعالى لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم.
وإليك بعضاً من الأحاديث المذكورة في
صحاح أهل السنّة والجماعة تشهد بصحّة ما ذكرت لك من أنّ شخصيّة رسولنا الكريم
محمّد صلىاللهعليهوآله
جعلوها عندهم وبالأوصاف التي أقرّوها تتناقض مع الشخصيّة الحقيقيّة التي بيّنها
القرآن الكريم ، والتي بيّنتها الأحاديث الواردة من طرق أهل البيت عليهمالسلام.
هل يجوز
في حقّ الرسول أنْ ينسى كتاب الله تعالى؟
يقول الله تعالى في سورة الأعلى : ( سَنُقْرِئُكَ
فَلا تَنْسى )[١]. هكذا وصف
القرآن الكريم رسول الله صلىاللهعليهوآله
بأنّه لا ينسى ، وهذا ضمان من الله تعالى الذي قال : ( إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ )[٢].
من أجل تقرير شخصيّة رسول الله صلىاللهعليهوآله
التي أرادها الله تعالى وقرّرها العقل السليم والمنطق الرفيع ، وقد أكّدت الأحاديث
المتضافرة هذه الإرادة الإلهيّة بأنْ لا ينسى رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنّها كانت منذ
بعثه صلىاللهعليهوآله
بالرسالة ويوم نزول سورة العلق.
فقد أورد السيوطي في الدر المنثور ، المجلّد
الثامن سورة العلق في حديث