والحسين والأئمّة
الطاهرين المعصومين من أهل البيت عليهم جميعاً أفضل الصلوات وأتمّ التسليم. والتي
تأمر أيضاً بولايتهم واتّباعهم واللجوء إليهم ، وأيضاً تلك التي تنهى عن إيذائهم
وبغضهم ، وكذلك الأحاديث التي تبيّن فضلهم وفضائلهم وأفضليّتهم ، وحقّهم
وأحقيّتهم.
لقد كنّا دائماً نقرأ عن ذلك كلّه
ونتعلّمه ، وكان ينتابنا السرور العظيم ، ويظهر علينا الاحترام والتقدير لأهل
البيت عليهمالسلام
، وكنّا نعتقد أنّهم عليهمالسلام
كلّ الدين ، ومنهجهم أحقّ بالتقديم ، فكيف لا نقدّم من اختاره الله تعالى واصطفاه
واجتباه؟. لكنّه ومع الوقت تبيّن لنا أنّ ذلك كلّه كان مجرّد مشاعر وكلام نظري ،
لا وجود له في واقعنا ، ولا يوجد له أي تطبيق ، ولا محل له في عقيدتنا العمليّة
وأحكامنا التطبيقيّة ، بل إنّ كلّ تلك الأحاديث والمواقف التاريخيّة والفضائل ،
موضوعة في دائرة مغلقة ، لا يطالها البحث العلميّ والعملي ، بل إنّه لا يجوز
إخراجها من تلك الدائرة ، وكنّا إذا ركّزنا عليها في دراستنا وأظهرناها في الواقع
العمليّ عندنا نتّهم بالاستشراق أو بالتعصّب ، وكان كثيراً ما يصل الأمر إلى
الاتهام بالتشيّع والخروج عن دائرة المألوف.
ولقد كنّا نتساءل
إذا كان كل ذلك الفضل والأفضليّة والحقّ والأحقّية لأهل البيت عليهمالسلام ، فأين هو دورهم في
بناء العقيدة وتوضيح الأحكام؟. بل أين هي أحاديثهم ورواياتهم في كتب الحديث
والسنن؟. وهل كان حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله
في فضلهم وفضائلهم وأفضليّتهم ، وفي حقّهم وأحقّيتهم مجرّد كلام لا معنى له ، ولا
ضرورة لوجوده في الواقع؟. أو أنّ كلامه صلىاللهعليهوآله
وحي من الله ولا ينطق عن الهوى؟. ولماذا تعامل المسلمون مع أهل البيت عليهمالسلام على عكس ما أمرهم
به رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأوصى عليه؟. ولماذا آذوهم وشرّدوهم وقتلوهم؟. لماذا لم يتّبعوهم واضطهدوهم
ولاحقوا أتباعهم وعذّبوهم؟. ولماذا