أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ ) [١].
وقال هود : ( يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ ) [٢].
وقال صالح : ( إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ * وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ ) [٣].
ومن هنا أصرّ بعضهم على أنّ الإستثناء منقطع ، وجوّز بعضهم ـ كالزمخشري وجماعة ـ أن يكون متّصلاً وأن يكون منقطعاً.
أقول :
ونبيّنا أيضاً كذلك كما جاء في آياتٍ عديدة ، منها :
( ... قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ) [٤].
( قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) [٥].
( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً ) [٦].
وقد أجاب المفسّرون من الفريقين عن هذه الشبهة بأكثر من وجه ، وفي
[١] سورة الشعراء ٢٦ : ١٠٧ ـ ١٠٩.
[٢] سورة هود ١١ : ٥١.
[٣] سورة الشعراء ٢٦ : ١٤٣ ـ ١٤٥.
[٤] سورة الأنعام ٦ : ٩٠.
[٥] سورة سبأ ٣٤ : ٤٧.
[٦] سورة الفرقان ٢٥ : ٥٧.