روايات التحريف
بالنقيصة ، ترى أكثر من ثلثي الكتاب أخذه ورواه من مصادر أهل السنّة.
والبحث العلميّ يستدعينا لأن نضع النقاط
على الحروف ، والبحث في هذه المسألة بحثاً موضوعيّاً ، مع ابتعادنا عن كلّ تعصّب ،
فنقول :
أوّلاً : ما روي في مصادر الشيعة ، وهنا
نذكر عدّة نقاط :
أ ـ أنّ الشيعة لا تعتقد بصحّة كتاب من
أوّله إلى آخره غير القرآن الكريم ، وكلّ كتاب فهو خاضع للبحث في السند والدلالة ،
إلاّ قسم ضئيل منهم ـ كالإخباريّين ـ كانوا يعتقدون بصحّة بعض الكتب ، وهم بالطبع
لا يمثّلون الفكر الشيعيّ في جميع جوانبه.
ب ـ ممّا امتازت به الشيعة هو القول
بمسألة عرض الأحاديث على الكتاب العزيز ، فما وافقه يأخذون به ، وما خالفه يضربون
به عرض الجدار.
ت ـ الروايات المروية في التحريف
بالنقيصة عند الشيعة أكثرها ضعيفة السند.
ث ـ الروايات صحيحة السند المروية في
التحريف بالنقيصة عند الشيعة ، أكثرها قابلة للحمل على التأويل والتفسير.
ج ـ الروايات الصحيحة السند المروية في
التحريف بالنقيصة عند الشيعة ، والتي هي غير قابلة للحمل على التأويل والتفسير
قليلة جدّاً ، وحملها علماء الشيعة على محامل ، منها : أنّ جبرائيل عليهالسلام لمّا كان ينزل
القرآن على النبيّ الأمين صلىاللهعليهوآله
كان ينزلها في بعض الأحيان مع التأويل والتفسير ، فكان ينزل بالقرآن ، ثمّ يذكر
التفسير ابتداءً ، أو بطلب من النبيّ صلىاللهعليهوآله
، فحمل الشيعة هذه الروايات على التفسير من قبل جبرائيل عليهالسلام.
وإذا لم نقل بهذا المحمل وسائر المحامل
، فإنّ هذه الروايات ساقطة بأصل العرض الذي يقبله الشيعة ، وهو الحديث المروي عن
النبيّ صلىاللهعليهوآله
: ( إنّ على
كلّ حقّ حقيقة ، وعلى كلّ صواب نوراً ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف