٣ ـ إنّ النصوص الواردة في أسماء
الأئمّة المعصومين الاثني عشر عليهمالسلام
هي بحدّ الاستفاضة أو التواتر ، وكلّها متّفقة في العدد والأسامي ، وعليه فكلّ ما
يُوهم خلاف ذلك ، إمّا مردود سنداً ، وإمّا ممنوع ومخدوش من باب الدلالة.
٤ ـ إنّ الرواية التي تتحدّث عن طروّ
البداء في شأن الإمام العسكريّ عليهالسلام
ـ مع غضّ النظر عن البحث السندي فيها ـ ليس فيها ما ينافي القواعد التي ذكرناها ، بل
فيها تلويح بأنّ الناس كانوا يرون الإمامة بعد الإمام الهادي عليهالسلام في ابنه الأكبر
السيّد محمّد سبع الدجيل ، وثمّ بعد وفاته صرّح الإمام الهادي عليهالسلام بخطأ ما ذهبوا إليه
، بعد ما تبيّن عندهم أيضاً ذلك.
والذي يدلّ على ما قلنا أنّه لا يوجد
أيّ تصريح من الإمام الهادي عليهالسلام
، أو آبائه بإمامة السيّد محمّد ، حتّى يفرض تبديل كلامهم عليهمالسلام حينئذٍ ، بل إنّ
الشيعة ومن منطلق ارتكازاتهم الموجودة ، كانوا يعتقدون بإمامة الولد الأكبر ، ولكنّ
الله تعالى ومن منطلق علمه الأزليّ ، ووجود المصالح الإلهيّة كان لا يرى ذلك ، وفي
نفس الوقت المصلحة العليا تقتضي أن لا يصرّح بهذا الموضوع قبل وفاة السيّد محمّد.
ثمّ هذه المصلحة قد تكون هي بيان مقام
السيّد محمّد وعظمته عند الشيعة ، حتّى يعرفونه بحدّ معرفتهم عن الإمام عليهالسلام ، أو أنّ المصلحة
كانت في إخضاع الشيعة للاختبار الإلهيّ في طاعتها وولائها لله عزّ وجلّ ، والأئمّة
المعصومين عليهمالسلام
، أو غير ذلك.
وأخيراً : لابأس أن نشير إلى ورود رواية
بنفس المضمون في شأن الإمام الكاظم عليهالسلام
، لتدلّ على حدوث البداء له بالنسبة إلى أخيه الأكبر إسماعيل.
والبحث في هذه الرواية كسابقتها.
وبالجملة فالاعتقاد والالتزام بالبداء
لا يناقض الأُمور الحتمية واليقينية كما ذكرنا.