الفكرة ـ وتوضيحه :
أنّ البداء يقع في التكوينيّات ، أي في الحوادث والوقائع الملموسة ، والخارجية
التي وقعت أو سوف تقع ، ولا دخل له بالجانب التشريعيّ ، أي لا يرتبط بوظائف
المكلّفين ؛ في حين أنّ النسخ هو الحكم الإلهيّ التشريعيّ بحذف وظيفة عملية ، أو
تبديلها بوظيفة أُخرى لمصلحة يراها الباري عزّ وجلّ ، ولا صلة له بالحوادث
والوقائع ، بل يرتبط بتحديد وظائف العباد من حيث العمل والتكليف.
( علي ـ الكويت ـ .... )
حصوله في الإمامين العسكريّ والكاظم :
س
: هناك روايات تنصّ على أسماء الأئمّة جميعهم ، فهل هذه الروايات تتعارض مع مسألة
البداء التي حصلت للإمام الحسن العسكريّ حين قال له الإمام الهادي عليهالسلام
: ( يا بني أحدث لله شكراً ، فقد أحدث الله فيك أمراً )[١] ، حيث لو كان أسماء الأئمّة معروفة فما هو
موقع البداء بتعين الإمام العسكريّ عليهالسلام إماماً ، مع شهرة
القول بإمامة محمّد ابن الإمام الهادي عليهالسلام.
ولكم
جزيل الشكر.
ج : نشير إلى عدّة نقاط لها صلة
بالموضوع ، قد ترفع الإبهام عن المسألة :
١ ـ إنّ البداء بأيّ تفسير مقبول يجب أن
لا يعارض العلم الأزليّ لله تعالى ، وهذا شيء لا مناص منه ، ومتّفق عليه.
٢ ـ معنى البداء ـ على التحقيق ـ هو
إظهار شيءٍ في عالم التكوين من جانب الله عزّ وجلّ ، كان مكتوماً على الناس ، فهم
كانوا لا يرونه أو يرون خلافه ، فبإظهاره تعالى يظهر عندهم ، ففي الواقع البداء هو
إظهار من قبل الله ـ على لسان المعصومين عليهمالسلام
ـ وظهور عند الناس ، فله وجهان باعتبارين ، ونظرتين