فأرجو
من سماحتكم إعطاء الموضوع شيء من التفصيل ، وذلك للاستفادة.
ج : لاشكّ أنّ في القرآن مطلق ومقيّد ، وعام
وخاصّ ، وباطن وظاهر ، وغير ذلك.
فالآيات التي ظاهرها خلاف العقل ، أو
النقل ـ من الكتاب والسنّة ـ لا يؤخذ بظاهرها ، خصوصاً إذا كان الظاهر يحمل على
عدّة معاني في اللغة العربية.
فالآية ـ ( يَدُ اللهِ فَوْقَ
أَيْدِيهِمْ )
ـ لا تأخذ على ظاهرها ، لأنّها تستلزم التجسيم على الله تعالى وهو باطل ، لأنّه
يخالف العقل ، فالعقل يقبّح كون المولى عزّ وجلّ له يد ، لاستلزام الجسمية
والمحدودية ، والمحدودية تدلّ على النقص والحاجة ، والله تعالى منزّه من ذلك.
ولأنّه يخالف النقل ، فمن الكتاب ، يخالف
قوله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )[٢]
، فالقول بأنّ لله تعالى يداً ، يستلزم التمثيل.
ومن السنّة ، فيخالف ما ورد من الروايات
الصحيحة المذكورة في كتب الفريقين ، التي تنفي التجسيم عنه تعالى.
ثمّ أنّ كلمة ( اليد ) في اللغة العربية
، استعملت في عدّة معاني ، منها : بمعنى القدرة والقوّة والسلطة و ....
وعليه ، فيمكن أن يكون معناها في هذه
الآية القدرة ، أي قدرة الله فوق قدرتهم ، وهذا المعنى لا يخالف العقل والنقل
والعرف ، ولا يستلزم منه النقص على الله تعالى ، وهو الكمال المطلق.