س
: بدايةً أشكر لكم جهودكم في خدمة الإسلام والمسلمين ، وعلى نشركم للمذهب الحقّ ،
وعلى التصدّي للدفاع عنه.
أُريد
أن أسال عن هشام بن الحكم صاحب الإمام الصادق عليهالسلام
، هل كان يدين بمذهب أخر قبل أن يلتقيّ بالإمام؟ وهل صحيح بأنّ له كتاباً ينسب فيه
التجسيم لله عزّ وجلّ؟
الرجاء
إخبارنا باسم الكتاب وقصّته ، إن كان ذلك صحيحاً ، ختاماً أهديكم خالص شكري
وامتناني.
ج : نقدّر جهودكم ، ونتمنّى لكم التوفيق
والسداد.
أمّا الإجابة على الأسئلة ، فهي كما يلي
: إنّ هناك رواية وردت في رجال الكشّيّ بصورة مرسلة وغير مسندة ، تشير إلى أنّ
هشام كان ينتمي إلى مذهب الجهمية قبل أن يلتقيّ بالإمام الصادق عليهالسلام[١]. ولكن بما أنّ الرواية المذكورة ضعيفة
سنداً ، لا يمكن القول بمضمونها ، والاعتماد على مفادها ، ولعلّها صدرت من بعض
حسّاده.
وأمّا الروايات الدالّة على اعتقاده
بالتجسيم ، فجميعها ضعيفة السند أوّلاً ، ومتعارضة مع ما ورد في أنّه لم يكن
قائلاً بالتجسيم ثانياً.
ويحتمل قويّاً : أن يكون القول المنسوب
إليه ـ أي التجسيم ـ من سوء فهم الناقلين ، فهو كان يقصد بالجسمية معنى آخر غير
المعنى المتداول عند الناس ؛ ويؤيّده ما ورد عن أبي الحسن الأشعريّ قال : وحكي عنه
أنّه قال : هو جسم لا كالأجسام ، ومعنى ذلك أنّه شيء موجود [٢] ، فترى أنّه يريد معنى آخر من الجسمية
، وإن كان قد أخطأ في هذا الإطلاق والاستعمال.