فيستحبّ أن يدعو الإنسان خُفية ليبتعد
عن مظاهر الرياء التي تمحق الأعمال وتجعلها هباءً منثوراً ، قال تعالى : ( ادْعُواْ
رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً )[٢].
وقال الإمام الرضا عليهالسلام : ( دعوة العبد سِراً دعوة
واحدة تعدل سبعين دعوة علانية )
[٣].
الواحد والعشرون : التَرَيُّث بالدعاء :
ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في
الدعاء ، بل يدعو مترسّلاً ، وذلك لأنّ العجلة تنافي حالة الإقبال والتوجّه إلى
الله تعالى ، وما يلزم ذلك من التضرُّع والرقّة ، كما أنّ العجلة قد تؤدّي إلى
ارتباك في صورة الدعاء ، أو نسيان لبعض أجزائه.
الثاني والعشرون : عدم القنوط :
وعلى الداعي أن لا يقنط من رحمة الله ، ولا
يستبطأ الإجابة فيترك الدعاء ، لأنّ ذلك من الآفات التي تمنع ترتّب أثر الدعاء ، وهو
بذلك أشبه بالزارع ، الذي بذر بذراً فجعل يتعاهده ويرعاه ، فلّما استبطأ كماله
وإدراكه تركه وأهمله.
فعن أبي بصير ، عن الإمام الصادق عليهالسلام ، أنّه قال : ( لا يزال المؤمن بخير
ورجاء ، رحمة من الله عزّ وجلّ ما لم يستعجل ، فيقنط ويترك الدعاء
) ، قلتُ له : كيف يستعجل؟ قال عليهالسلام
: ( يقول : قد
دعوت منذ كذا وكذا وما أرىالإجابة
) [٤].