نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 498
يرجع في كلّ حوائجه
إلى ربّه ، ولا ينزلها بغيره من الأسباب العادية التي لا تملك ضرّاً ولا نفعاً.
فإذا لجأ الداعي إلى ربّه بقلب سليم ، وكان
دعاؤه حقيقياً صادقاً جادّاً ، وكان مدعوُّه ربّه وحده لا شريك له ، تحقّق
الانقطاع الصادق بالاضطرار الحقيقيّ إلى الله تعالى ، الذي هو شرط في قبول الدعاء.
الخامس عشر : تسمية الحوائالجواب :
إنّ الله تعالى محيط بعباده ، يعلم
حالهم وحاجاتهم ، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد ، ولكنّه سبحانه يحبُّ أن تُبثُّ
إليه الحوائج ، وتُسمَّى بين يديه تعالى ، وذلك كي يُقبل الداعي إلى ربّه ، محتاجاً
إلى كرمه ، فقيراً إلى لطفه ومغفرته.
قال الإمام الصادق عليهالسلام : ( إنّ الله تبارك وتعالى
يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ، ولكنّه يحبُّ أن تُبثّ إليه الحوائج ، فإذا دعوت
فسمِّ حاجتك ) [١].
السادس عشر : ترقيق القلب :
ويستحبّ الدعاء عند استشعار رقّة القلب
، وحالة الخشية التي تنتابه بذكر الموت ، والبرزخ ، ومنازل الآخرة ، وأهوال يوم
المحشر ، وذلك لأنّ رقَّة القلب سبب في الإخلاص المؤدّي إلى القرب من رحمة الله
وفضله.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( اغتنموا الدعاء عند
الرقّة ، فإنّها رحمة ) [٢].
السابع عشر : البكاء والتباكي :
خير الدعاء ما هيّجه الوجد والأحزان ، وانتهى
بالعبد إلى البكاء من خشية الله ، الذي هو سيّد آداب الدعاء وذروتها ، ذلك لأنّ
الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته ، وخشوعه وانقطاعه إلى بارئه ، والدمعة
سفير رِقَّةِ القلب ، الذي يؤذن بالإخلاص والقرب من رحاب الله تعالى.