نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 467
ج : من حقّك أن تسأل مثل هذا ، فلابدّ
للإنسان أن يعرف من أين مبدأه ، وإلى أين منتهاه ، وما هي العلّة من وجوده؟ فأنت
في الواقع تسأل عن أصلين من أُصول الدين ، وهما : التوحيد والمعاد ، بالإضافة إلى
الهدف من خلق الإنسان؟
وللإجابة على ذلك على نحو الإجمال ؛ هو
أن تفهم أنّ البداية من الله ، وأنّ النهاية إلى الله ، وقد أوجز سبحانه ذلك بقوله
: ( إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ )[١].
أمّا ما هي الغاية أو الحكمة من خلق
الإنسان؟ فهي التخلّق بالقيم والمثل الروحية والأخلاقية ، والاتصاف بالأسماء
والصفات الإلهيّة ، وذلك يتحقّق بالعبودية لله تعالى.
وبما أنّك مسلم فلابدّ أن تعترف بالقرآن
، ولابدّ أن ترجع إليه لأنّه خير معين ، وهو يجيبك على ما في خلجات نفسك ، فالله
تعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ )[٢] ، فالعبودية
هي الغرض الإلهيّ من خلق الإنسان ، وكمال عائد إليه هي وما يتبعها من الآثار ، كالرحمة
والمغفرة وغير ذلك ، ولو كان للعبادة غرض كالمعرفة الحاصلة بها والخلوص لله ، كان
هو الغرض الأقصى ، والعبادة غرضاً متوسّطاً.
وقد قال تعالى : ( ذَلِكُمُ
اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ )[٣]
، وقوله : ( خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) تعليل لقوله : ( لاَّ
إِلَهَ إِلاَّ هُوَ )[٤] ، أي إنّما
انحصرت الألوهية فيه لأنّه خالق كلّ شيء من غير استثناء ، فلا خالق غيره لشيء من
الأشياء حتّى يشاركه في الألوهية ، وكلّ شيء مخلوق له خاضع له بالعبودية فيها ،
وقوله : ( فَاعْبُدُوهُ ) متفرّع كنتيجة على قوله : ( ذَلِكُمُ