نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 468
اللهُ
رَبُّكُمْ )
أي إذا كان الله سبحانه هو ربّكم لا غير فاعبدوه.
وقد قال تعالى أيضاً : ( إِنَّ
إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى )[١] ، وهذه
وغيرها من الآيات الكثيرة تثبت المعاد ، والرجوع إلى عالم أخر ، فلابدّ إذاً من
الاستعداد إلى ذلك العالم.
وإن كنت تجد في نفسك شيء من الإسلام ؛
فلابدّ إذاً من البحث في القرآن وإعجازه حتّى يتسنّى لك الاستفادة منه ، فالقرآن
تحدّى جميع البشر أن يأتوا بمثله ، وقد عجزوا عن ذلك! فهو إذاً من قوّة عليا فوق
قدرة البشر.
ثمّ أنّ الإيمان بالمبدأ والتوجّه إلى
ما وراء الطبيعة من الأُمور الفطرية ، التي عجنت خلقة الإنسان بها كما عجنت بكثير
من الميول والغرائز ، وإنّ الشعور الديني الذي يتأجّج لدى الشباب في سنّ البلوغ ، يدعو
الإنسان إلى الاعتقاد بأنّ وراء هذا العالم عالماً آخر ، يستمد هذا العالم وجوده
منه ، وإنّ الإنسان بكلّ خصوصيّاته متعلّق بذلك العالم ويستمد منه ، وقد ذكر الله
تعالى ذلك بقوله : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ
لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا )[٢].
وإنّ عبارة فطرة الله تفسير للفظة الدين
الواردة قبلها ، وهي تدلّ بوضوح على أنّ الدين شيء خُلِق الإنسان عليه وفُطِر به ،
كما خُلِق وفُطِر على كثير من الميول والغرائز ، والدين هنا يعني الاعتقاد بخالق
العالم والإنسان ، وأنّ مصير الإنسان بيده.
ثمّ إنّ الدين عامل قويّ يرجّح كفّة
الأخلاق ، ويوصي الإنسان بالعمل بالقيم وكبح جماح الغرائز ، لأنّ المتدّين يعتقد
بأنّ كلّ ما يعمل من خير وشر في هذه الدنيا يحاسبه الله سبحانه عليه بأشدّ الحساب.