نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 439
لورود معلّى بن
محمّد فيه ، الذي ضعّفه النجاشيّ ، وابن الغضائريّ ، كما أشار إليه العلاّمة
المجلسيّ قدسسره
في شرحه على الكافي [١].
ثمّ مع فرض صحّة الحديث سنداً ، فلابأس
في دلالته ، فهذه الرواية ونظائرها قد صدرت تقيّة ، كما يشير إليه فرض الرواية في
صدرها ، فإنّ يوسف بن عمر الثقفي ـ وهو أحد طغاة بني أُمية ـ كان واقفاً على أخبار
أُمّ خالد ، فأراد الإمام عليهالسلام
أن لا يثير حفيظة الظلمة ، الذين لا يرقبون في المؤمنين إلاً ولا ذمّة.
ويؤيّد ما ذكرنا أيضاً ، ورود اسم كثير
النوا فيها ، الذي كان من وعّاظ السلاطين ، والمنحرفين القريبين من السلطة ، وله
أفكار وأنصار.
نعم إنّ الإمام عليهالسلام ، وفي نفس الوقت
يعطي الرأي الصحيح في الموضوع ، من خلال ترجيحه لأبي بصير وردّه كثير النوا
وأصحابه ، وحتّى أنّ العبارة المستشهد بها من كلامه عليهالسلام
في الرواية ، ليس فيها ما هو صريح على تأييد أبي بكر وعمر ، فإنّ هذه الفقرة هكذا
: ... فسألته عنهما ، فقال لها : ( تولّيهما
) ، قالت : فأقول لربّي إذا لقيته إنّك أمرتني بولايتهما؟ قال : ( نعم
... ).
فإنّ كلمة ( تولّيهما ) يحتمل فيه وجه
آخر ، وهو الترك ، من باب ( نُوَلِّهِ مَا
تَوَلَّى )[٢] أي : نتركه
وندعه مع ما أحبّه والتزم به ، أي أنّ الإمام عليهالسلام
قد استعمل التورية في استخدام هذه الكلمة ، فأراد معنىً صحيحاً ، وإن كانت توهم
معنى آخر أيضاً.
وحتّى أنّ كلمة ( نعم )
قد توهم بموافقة الإمام عليهالسلام
لكلام السائلة ، ولكن في نفس الوقت يمكن أن يردّ بأنّ كلمة ( نعم
) تأتي لتأييد النفي كما للإثبات ، فإن كان مقصوده عليهالسلام
التأييد الحتمي ، كان ينبغي له عليهالسلام
أن يستعمل كلمة ( بلى ) التي لا تدلّ إلاّ على الإقرار الإيجابي.